مهرجان المصارعة الحرة.. هل يمكن أن يسهم في تغيير النظرة السالبة تجاه السودان؟

بدأ العد التنازلي لمهرجان المصارعه الحرة المقرر قيامه في الحادي عشر من الشهر الجاري باستاد المريخ والذي يعتبر المهرجان الاول من نوعه في السودان والقارة الإفريقية جمعاء .
وتعتبر فكرة قيام مهرجان للمصارعين العالميين من الأفكار الجديدة على المجتمع السوداني، فبعد حضور عدد من الفنانين العرب لإحياء حفلاتهم جاءت فكرة جلب مصارعين للتباري حول حزام اطلق عليه ( حزام مهرجان السودان ) ،وهو بالتأكيد مشروع استثماري اكثر من ترفيهي .
وقال المدير العام لشركه بحر العالمية الشركة الراعية للمهرجان بحرام ادم بحرام ان الحزام صنع في المانيا من الذهب الخالص .واعتبر ان الشعب السوداني أمامه فرصه تاريخيه لمشاهدة نجوم مصارعة عالميين على أرض الواقع وهذا يلفت أنظار العالم الى السودان .
وأشار الى ان المهرجان فرصه كبيرة لعدد من الجهات خاصة المتعلقة بتنظيم المهرجانات وحفلات التخريج لمتابعه اخر التطورات في مجال إعداد المهرجانات، مشيراً الى ان قيمه التذكرة التي تبدأ من 200 جنيه و300 و500 و1000 جنيه مناسبة مقارنه بالتكاليف الباهظه التي كلفت اعداد هذا المهرجان .
*الجوانب ألاقتصاديه والسياسية
و ترى (سونا) أن من ايجابيات قيام المهرجان أن حضورالسياح والأجانب لمتابعة المهرجان وبالتالي يمثل فرصه لأصحاب المطاعم السياحية والشقق الفندقيه والفنادق لتقديم خدماتهم لهم و بالتالي تزدهر السياحة في البلاد برفد السوق السوداني بالعملات الاجنبية .كما ان زيارة سياح وأجانب بهذا العدد يظهر القيمة الحقيقية للسودان بعد أن تعمد الاعلام الغربي تشويه صورته عالميا ،كما ان عدد المصارعين 17 تسعة منهم من الولايات المتحدة الأمريكية ،وهذا يعني ان حضور هذا الكم من المشاهير في امريكا (يم استيريو وكارليتو وكرس ماستر وجون مرسون وغيرهم ) سيكون بمثابة فرصة كبيرة للشعب السوداني لعكس اثر العقوبات الأمريكية على السودان و بالتالي يؤثر هؤلاء النجوم على الرأي العام الامريكي في العدول عن تلك العقوبات، وسيكون الاثر أكثر وضوحاً إذا حرصت الجهات المسئوله في الدولة على دعوة المصارعين بزيارة دارفور وغيرها من الجهات لعكس مدى استقرار السودان وفي الوقت نفسه ان العقوبات اثرت سلبا على سير حياة المواطن السوداني .
هل يتحقق الحلم
كلمة الحلم لا نقصد بها حضور نجوم المصارعه او غيرهم لكن يقصد بها خروج السودان من النفق المظلم بسبب السياسة الأمريكية تجاه السودان وقد تنجح الرياضة في ذلك ( لو فرضنا ان المصارعه الحرة رياضة ) لان هناك صعوبة تكمن في ان المصارعه الحرة تتنافى مع قيم الشعب السوداني القائم على التسامح والتعاون وحتي المصارعة الشعبية في ولايات السودان تكون سلمية ولا تلجأ للعنف والضرب في أماكن حساسة واستخدام آلات حادة وغيرها من تلك التي تستخدم في مهرجان المصارعة بالإضافة الي ذلك تتميز مصارعتنا بالزي المحتشم المراعي للأخلاق بخلاف ذلك الذي يرتديه نجوم المصارعة الحرة في المهرجان كما ان ارتفاع قيمه التذاكر لم تراعي الظروف ألاقتصاديه التي يمر بها المواطن السوداني البسيط ، كل ما ذكر يمكن ان نقول ان مهرجان المصارعه الحرة بين القبول والرفض ولا ندري بماذا ستبوح لنا الايام .
توجيهات لابد من مراعاتها
علي الشركه المنفذه للمهرجان ان تضع في ذهنها جمله من الجوانب والتحديات حتي لا يتحول المهرجان الي فشل وفي مقدمة تلك التوجيهات قضيه التأمين والأمن قبل وبعد وإثناء المهرجان إضافة الي تخصيص أماكن للنساء بعيدا عن الرجال حتى لا يختلط الحابل بالنابل ويستغل ضعاف النفوس الموقف بجانب مراعاة الزي الذي يرتديه المصارعون والعمل على جعله اكثر احتشاما بقدر الامكان بالإضافة الي ضرورة فتح أبواب الدخول منذ وقت مبكر حتى لا يحدث إزدحام ،كما لابد أن تحرص الشركة على عكس الجوانب التراثية والسياحية للسودان من خلال اتاحة الفرصة للمصارعين بزيارة الاماكن التراثية من متاحف وقرى وولايات وغيرها حتي يعود هؤلاء المصارعين وهم يحملون في جعبتهم أجمل صورة عن السودان عسى ولعل يستطيعون عبرها تغييلر نظرة الساسة في امريكا تجاه السودان .

الخرطوم 7-3-2016م(سونا)

Exit mobile version