هل هو ظالم أم مظلوم؟ (الزمام) في قفص الاتهام

لكل شعب وقبيلة عاداتها وتقاليدها التي نشأت عليها ولا زالت تمارسها رغم مرور السنوات والمتغيرات التي تطرأ ما بين الفينة والأخرى على المجتمع ومن تلك الثقافات ثقافة ارتبطت ارتباطا وثيقا بمال المرأة في مختلف مراحل العمر وعند قبائل بعينها وهي ثقافة الزينة التي تتكون من عدد من الاكسسوارت مثل (الزمام ابو رشمة، الحجل، خاتم الجنيه، دق الشلوفة…) وجميعها تعتبر من انواع الزينة التي توضع لعكس المكانة الاجتماعية لصاحبتها في القرية.
بالمقابل تعتبر ثقافة ارتداء المرأة للزمام من الثقافات التي نشأت في بيئة معينة وطريقة تقليدية حيث كان النساء يقمن بوضع حلق دائري كبير على الانف ومع التقدم العصري اختلف امر (الزمام) كثيرا لدي النساء والفتيات واصبح غير حصري على بيئة او قبيلة بعينها، بل اصبح نوعا من (البرستيج) والمباهاة بين الصديقات وبالوان مختلفة تتناسب مع الازياء التي ترتديها الفتاة.
لكن يبقى السؤال: لماذا يرفض البعض ارتداء الفتاة او المرأة الزمام؟ ولماذا بات البعض ينظر مؤخرا الي صاحبته بصورة فيها الكثير من التشكيك في اخلاقها؟ مع العلم ان ارتداءه امر ليس مستحدثا بل من زمن قديم؟
الفنان عامر الجوهري يرى ان المجتمع من المفترض ان لا يحاسب المرأة من ناحية الشكل لان هناك ما هو اهم يمكن من خلاله تقييمها وهو الاخلاق اما مسألة ارتداء الفتاة للزمام فليس فيه تقليل من شأنها او مكانة اسرتها ما دام الامر لا يرتبط الا بالجمال والزينة وهو من حق المرأة فلماذا نبخسها اشياءها ونصفها بما ليس فيها بمجرد الحكم عليها عليه ظاهريا؟.
الباحثة الاجتماعية د.هند الهادي قالت: (نحن كمجتمع سوداني نتعامل مع الامور بتعاطف شديد في ظل غياب العقلانية في الغالب الأهم وذلك عندما تنتقد فتاة لأنها ترتدي زماما على انفها ويتم وصفها بابشع الصفات ودائما يكون ارتداؤها له للبحث عن جمال انثوي اكثر والمفاخرة بين الصديقات بالإضافة الي الشعور براحة نفسية شديدة لدي الفتاة لاشباعها احدى غرئزها ما دام الغرض هو الزينة وليس تشويه لخلقه الله سبحانه وتعالى، اما بالنسبة لانطباع الآخرين فهو أمر لا يمكن تعديله فهو مبني على عقلية متخلفة ورأي متعصب).

محاسن أحمد عبد الله
صحيفة السوداني

Exit mobile version