هناء إبراهيم : فاكهة حياتنا بثلاجتكم

{في مطار الحياة وموانيها، حين يتعلق إنسان بإنسان آخر تحت طائلة (أم، أب، أخ، صديق، حبيب، جار، قريب) ويسافر هذا الأخير داخل القوس، بتصور ليك أن الدنيا بأجمعها سافرت وكل الديار صبحت خلاء.
{بسفره يسافر النيل والجمال والحب وينقطع البث والإرسال عن جميع القنوات الفضائية عدا قنوات تلك البلد التي وصل إليها ذلك الزول، فإن كان المسافر قد وصل إسبانيا، يتحول المشتاق لمتابعة التلفزيون الإسباني رغم أنه فاقد تربوي فيما يتعلق باللغة الإسبانية، ويصل التحول الإسباني إلى حدود نغمة رنينه وفرقه الرياضية، وإذا وجد طريقة لـ مرض و(كح) بالإسباني.
والله جد..
{ربما تجد مشتاقاً يضحك ويبتسم باللغة التركية، لأن المشتاق إليه هبط في مطار اسطنبول..
وكان الله في عون المسافر والمشتاق الاتنين مع بعض..
{أما إذا وصل المسافر إلى الأراضي اللبنانية فإن المشتاق يهجر(العرضة وغُنا الحماسة) وينضم رقصياً إلى (الدبكة) ورابطة مستمعي فارس كرم ونانسي عجرم ومحبي هيفاء وهبي بالجزيرة اسلانج ومتابعي نجوى كرم بتويتر.
{الغريب أن هذا الشخص غالباً ما تكون مشاعره متضاربة نحو البلد (المشى ليها زولو) أحياناً يحبها ويردد نشيدها الوطني، وأحياناً في ظلام الأوطان يحدر ليها..
{من جهة كويسة: يستطيع هذا المشتاق تكوين صورة ذهنية شاملة لتلك البلد من خلال الحكاوى اليومية والصورة الواتسابية التي تصله بتوقيع شوارعها، مطاعمها ومبانيها..
{قد ننال بعض المعلومات والمعارف عن جغرافيا وتاريخ الأمكنة تحت أمر أحاسيسنا، لأن بها شخصاً يهمنا..
{نشتم رائحته في نشرة أخبارها، نسمع صوته في غناوي مطربيها ونراه في خطوط أطلسها..
ثمة بلدان نرتبط بها لأن فاكهة حياتنا محفوظة داخل ثلاجتها..
{والعكس تماماً يحدث للمسافر، حيث يتعرف على بلاده (من قريب عن بُعد).
ويقف عند أشياء كان يعبرها سريعاً.
يجبره الحنين على اهتمامات من صميم بلاده.
{أقول قولي هذا من باب التاريخ المعاصر وجغرافيا المشاعر.
{ومن ناحية قلبي: بُعدك علّم قلبي أشياء لا يسعها الشوق.
ودايرة أقول ليك كلمة واقفة لي هنا: أفتح قلبك
و……..
غمض عينيك
لدواعٍ في بالي.

Exit mobile version