ندوة بالخرطوم تتحول لمواجهة بين أنصار (الشعبي) و(الوطني)

تحوّلت ندوة بالخرطوم، الأحد، إلى مشادات كلامية وملاسنات واتهامات متبادلة بين أنصار حزبي المؤتمر الوطني الحاكم بالسودان، وغريمه المؤتمر الشعبي، بسبب مداخله أثارها قيادي بالشعبي كادت أن تتحول إلى اشتباك بالأيدي بين الطرفين.

وانشق المؤتمر الشعبي المعارض بقيادة الراحل حسن الترابي عن المؤتمر الوطني الحاكم في العام 1999.

وإتهم القيادي بالمؤتمر الشعبي، الناجي عبد الله، في مداخلة له في ندوة حول “مستقبل السودان والحوار الوطني”، حزب المؤتمر الوطني بعقد اجتماع مصغر للمكتب القيادي قبيل تشييع الراحل المفكر الإسلامي حسن الترابي قرر فيه الحزب مغادرة الرئيس عمر البشير إلى جاكارتا وعدم حضور مراسم التشييع.

وأثارت مداخلة الناجي ـ الذي يقود تياراً داخل حزبه يرفض التقارب مع المؤتمر الوطني ـ والذي ظهر أمام منصة الندوة على شكل مفاجئي ردود أفعال من منسوبي الحزب الحاكم وتعالت خلالها الهتافات و”التكبير والتهليل” من أنصار الحزب الحاكم الرافضة لحديث القيادي بالمؤتمر الشعبي.

وسرعان ما رد المسؤول السياسي بالمؤتمر الوطني حامد ممتاز، بغضب على اتهمامات الناجي لحزبه ووصف الرجل بـ “الكاذب” وجزم بأن حزبه لم يعقد أي اجتماع بشأن رحيل الترابي وتشييعه، قائلاً “مستعد أن أتوضأ وأقسم بالله عشر مرات بأن شيئاً من هذا القبيل لم يحدث”.

كما تقدم أحد شباب المؤتمر الشعبي مخاطباً حامد ممتاز: “لم ندخل الحوار لترتدي بذلتك وتجلس في المنصة.. إذا لم تلتزموا بالحريات بيننا وبينكم الشارع”.

وبشأن الحوار، استعرض مساعد الأمين العام للمؤتمر الشعبي علي الحاج، الحوارات التي جرت في السودان قبيل ثورة “الإنقاذ”، وقال إن الحوار الذي يجري اليوم هو الأكبر من نوعه وتابع “أتفق مع الرئيس أن ما يحدث من حوار لم يحدث من قبل من تجميع للشخصيات القومية وحتى القوى المقاطعة مقاطعتها مشاركة”.

ودعا الى ضرورة اتاحة الحريات باعتبارها قضية محورية ورئيسية، وطالب باعادة حزبي الأمة القومي و”الإصلاح الآن” الى الحوار باعتبارهما من المؤسسين له، قائلا “إن الحوار سيكون ناقص بدونهما، ومن باب أولى أن يبدأ بهم”.

وقال مساعد الأمين العام للشعبي، إن الشمول في الحوار لا يعني أن يتفق الناس على كافة القضايا بنسبة 100%، مبديا تقديره للقوى التي شاركت في الحوار وكانت جزءاً منه.

ورأى الحاج، أن الحوار ليس “مباريات مونديال بها خاسر ومنتصر وإنما وسيلة لإنهاء الإحتراب الذي يعاني منه السودان”، منتقداً التقليل من شأن الحركات المسلحة والأحزاب المشاركة في الحوار.

ودعا إلى نظرة إيجابية للممانعين بإعتبار أن لديهم شروطهم وتابع “أنا مع الحريات وأن قضية الحريات تعد مشكلة معقدة وهناك من يبرر للحرية للإنقضاض على الحرية نفسها، وآخرين يرونها فرصة للترويج لرؤاهم”.

وأضاف “يجب الوضوح والشفافية حول النقاش حول قضية الحريات ونحن نطالب بقوانين منظمة لأن الحرية تحرس نفسها بنفسها”، ورأى أن هناك قضايا شائكلة متمثلة في انعدام الثقة بين الأطراف السودانية وفجوة كبيرة في الثقة.

وأفاد الحاج “أن اللجوء إلى الخارج لا يفيد السودان في شئ ولا السودانيين وقال إن هناك أجندات لدول الخارج، وهناك ثمن لما تقدمه وعد أن حوار الداخل مهما كلف فهو أفضل من أي حلول تأتي من الخارج، وأن مستقبل السودان رهين باجندة السودانيين وليس بأجندة الخارج وآن الآوان لنفتح المجال لسماع الرأي الآخر لسماع الجميع”.

وأعتبر “أن وحدة الإسلاميين ليست أولوية بالنسبة لنا الآن وإنما نسعى لوحدة السودان والسودانيين لأن وحدة السودان وتحقيق السلام هو ما نحتاج إليه”.

سودان تربيون

Exit mobile version