تسرب امتحانات الشهادة السودانية.. ماذا حدث؟

بهدوء لا يتناسب مع الكارثة التي حلت، كشفت وزيرة التربية والتعليم، سعاد عبد الرازق، عن ضبط طلاب أجانب متلبسين في حالات غش في امتحان الشهادة السودانية .. وقالت إن وزارتها لن تتهاون في حالات التلاعب بالامتحانات من أي جهة كانت، الوزيرة إستسهلت الأمر وقالت (لا تزوير وسط الطلاب السودانيين ولم يتم القبض على أي طالب سوداني متلبساً بحالات غش، إن حالات الغش التي تم اكتشافها تم خلالها استخدام أجهزة ذكيه) .. مع أن الانفجار الذي وقع من طلاب أردنيين، وغير معلوم الامتحانات التي تسربت والى أي عدد من الطلاب .

* رحلة تقصي
قمت بالوصول إلى وزارة التربية، علمت أن الوزيرة إكتفت ببيانها الذي غمر صحف أمس .. ذهبت بعدها إلى مكتب وزير الدولة عبد الحفيظ الصادق، لم أجده بمكتبه ولا مدير مكتبه الأخ جمال قندا الذي تجمعنا به معرفة .. هاتفت جمال بغرض أن يوصلنا إلى وزير الدولة وأبلغني أنه بمعية نائب الرئيس حسبو في زيارة لولاية الجزيرة.
بعدها توجهت إلى حي الرياض بالخرطوم وكنت أمام بوابة سفارة المملكة الأردنية بالخرطوم بحي الرياض، والواقعة في مربع (17) والتي تحتل المنزل رقم – إما (40) أو (38)- وذلك أن المنزل المجاور لها من الناحية الشمالية يحمل الرقم (39).
وجهني اثنان من أفراد شرطة حماية البعثات الدبلوماسية الى لوحة عليها رقم هاتف ثابت تتعامل به السفارة قبل أن تفتح أبوابها مرحبة بأي زائر .. إتصلت ورد علي محدثي بأن علي الإنتظار بعد أن ابلغته بنيتي مقابلة السفير، وطال انتظاري لنحو ربع ساعة وعاودت الاتصال مجدداً، وبعد دقائق معدودات جاءني شاب أردني من طاقم السفارة.
* اعتذار دبلوماسي
نقل لي محدثي وعرفت أن أسمه محمد العايضي إعتذار السفير، وطلبت مقابلة الملحق الثقافي فقال لي إن كل طاقم السفارة مشغولون، حيث معهم وفد من البرلمان الأردني وأسر بعض الطلاب قادمين من الأردن للوقوف على قضية اعتقال طلاب أردنيين.
(الدنيا مقلوبة)
في السودان تبدو حالة من اللامبالاة تجاه القضية الخطيرة، إذ إكتفت وزيرة التربية ببيان من ورقة واحدة – غير شاف – بينما في الأردن (الدنيا مقلوبة)، فقد كشف نائب برلماني ويدعى مازن الضلاعين للإعلام الأردني ومنه (هلا اخبار) عن حقيقة الأمر، وقال سبب القضية يعود إلى تسريب إمتحان التوجيهي (الشهادة) في السودان، حيث اكتشفت السلطات أمر التسريب بعد أن اعتدى (6) طلاب على زميل لهم سرّب الورقة إلى آخرين، بخلاف الإتفاق الذي كان بينهم، وقال إن مكتباً اردنياً له ارتباط على ما يبدو بوزارة التعليم في السودان، أوفد طلبة للدراسة هناك، وعمل على تسريب الأسئلة للمجموعة التي أوفدها مقابل 1000 دولار على ورقة الامتحان الواحدة
* أصل الحكاية
بينما تقول وزيرة التربية سعاد إن وزارتها ضبطت الطلاب، تفيد المعلومات القادمة من الأردن والتي تم سردها في البرلمان الأردني الذي اهتم بالقضية أن أحد الطلبة الأردنيين حصل على أسئلة امتحان بطريقة معينة، قبل أن يتم الاعتداء عليه من قبل طلبة أردنيين آخرين، لتنفضح قضية تسريب الأسئلة، خاصة وأن المعتدى عليه قدم شكوى بحق زملائه لدى السلطات في السودان، ونُقل على إثرها إلى أحد المستشفيات لتلقي العلاج. وقد أقر السفير الأردني بالخرطوم محمد الفايز بذلك في حديثه لـ (وكالة زاد الأردن الاخبارية). وأمن الوزير على سلامة إجراءات الأمن السوداني في التحقيق الذي يقومون به.
ومن المعلومات التي تداولها الإعلام الاردني أنه يوجد في السودان نحو 300 طالب أردني يدرسون الثانوية.
* سر الوجود الأردني
يبدو أن تزايد أعداد الطلاب يقود لتساؤل هل هم كلهم مقيمون مع أسرهم ؟؟ وهل يوجد بالسودان أسر أردنية بهذا الحجم؟؟.. المفاجأة أن القبض على الطلاب الأردنيين والذي تم منذ السبت الماضي ولم تعلن عنه الوزيرة سعاد إلا بعد عدة أيام، أن القضية أصبحت قضية رأي عام في الأردن وطُرحت تساؤلات عن سر ظاهرة هروب أعداد كبيرة من الاردنيين من طلاب الثانوية العامة إلى خارج بلادهم .
خبراء تربويين أردنيون قالوا إن البحث عن الأسهل هو من دفع بهؤلاء الطلاب للخروج إلى دول تقدم الامتحان بطريقة أسهل. بينما جاء تعليق وزير التربية والتعليم السابق الدكتور إبراهيم بدران بأن خروج أعداد من الطلاب إلى السودان وغيرها من البلدان جاء في إطار البحث عن الأسهل

الخرطوم:أسامة عبد الماجد
اخر لحظة

Exit mobile version