بعد توقف المساعدات الإنسانية لدولة جنوب السودان…ماذا تتوقع المنظمات الإنسانية لمستقبل الدولة الوليدة؟

اعرب ممثل اليونسيف بدولة جنوب السودان جونثان فايتش عن اسفه البالغ بشأن الأوضاع الإنسانية بالدولة الأحدث في العالم،مشيراً إلى انه عمل بالمجال الإنساني لعقود من الزمان الا ان عمله الحالي يعتبر التحدي الأكبر بالنسبة له.
وقال فايتش في حديثه لصحيفة (الغارديان) البريطانية إنه لم يعد هناك مزيد من المانحين الذين يرغبون في إرسال المساعدات للدولة التي مزقتها الحرب، منبهاً إلى أن الوضع يزداد قتامةً منذ اندلاع الحرب بين طرفي النزاع في العام 2013م،مشيراً إلى أن الشيء الوحيد الذي كان متاحاً هو المساعدات الإنسانية التي أخذت بالتراجع بصورة كبيرة حيث لم تتلق المنظمة الدولية من المانحين سوى 8% من احتياجاتها والتي توظف فقط للغذاء،ولفت فايتش نظراً الى ان التركيز وحده على الغذاء يعتبر قصوراً نظراً لما تعانيه المنطقة من تفشي الملاريا المتوطنة،اضافة الى ان ما يثير مخاوفهم في الوقت الحالي تفشي وباء الكوليرا إذ ان الأوضاع تنذر بذلك.
فيما يرى مساعد مدير مكتب الديمقراطية والنزاعات والمساعدات الانسانية في الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية بوب ليفيت أن الأزمة بدولة جنوب السودان لا يمكن حلها بمزيد من الأموال،مشيراً الى ان أمريكا قد أعلنت عن مزيد من المساعدات الانسانية في ديسمبر الماضي تقدر قيمتها ب 173 مليون دولار،ارسل منها 257 الف طن متري من المواد الغذائية،وشدد المسؤول الامريكي الى ان ازمة الدولة الوليدة لأنهم يشعرون بخيبة الأمل الكبيرة من الأوضاع بدولة الجنوب؛ملقياً باللوم على الشركاء الجنوبيين سيما وانهم توصلوا الى اتفاقية لإحلال السلام،ولكنهم لم يلتزموا بتطبيقها على ارض الواقع،مشيراً الى ان حكومة جوبا لا تتصرف بما صيب في مصلحة الشعب الجنوبي،وحذر ليفيت من نفاذ الموارد سيما الثروة الحيوانية معرباً عن قلقه بشأن الأمن الغذائي.وقال ليفيت انه لا يستطيع ان يتكلم بالنيابة عن المانحين الآخرين الا انه على الرغم من علمه بارتفاع الأحتياجات الانسانية العالمية الا انه يدعو المانحين الدوليين لبذل الجهد لمقابلة هذه الأزمة الإنسانية.
وقالت رئيسة العمليات بمنظمة الصليب الأحمر بإفريقيا باتريشا دانزي ان المساعدات الإنسانية بدولة جنوب السودان تكلف سبعة أضعاف التي يحتاجها الصومال،مشيرة الى ان الوضع لا زال هاشً للغاية بالدولة الوليدة،وان المنظمة وزعت الحصص الغذائية عن طريق الجو مما يعكس الوضع اليائس للإنسان الجنوبي.ونبهت ان الوضع مكلف للغاية حيث تعتبر دولة جنوب السودان هي الدولة الأولى بالنسبة لعملياتهم بافريقيا،والثانية عالمياً بعد سوريا؛مؤكدة انها عملية مكلفة للغاية تصل الى 130 مليون دولار.
وفي ذات السياق يشير المدير القطري لمنظمة اوكسفام بدولة الجنوب زلاتكو جيجيك الى حاجتهم الى التحول عن النهج القصير الى نهج اكثر استدامة،مشيراً الى ان العديد من النازحين الجنوبيين يسافرون الى اوروبا ويجدون الاهتمام الكاف لمحنتهم؛الا ان العالم تناسى ملايين النازحين الداخليين منبهاً الى ان الجهات الإنسانية الفاعلة بدولة جنوب السودان تقف على الواقع المرير.مشيراً الى انهم يحاولون ان يكونوا واقعيين ولا يطالبوا بأموال يعلمون انهم لن يحصلوا عليها،ولكنهم في الوقت الحالي يطالبون بما يمكن ان يحفظوا به الأرواح ويبقيها على قيد الحياة.

سحر احمد
صحيفة السوداني

Exit mobile version