كاتب سعودي :السودانيين أفضل الشرائح العربية التي عاشت بيننا..ولا تعرف الخيانة لهم بابا

في حوار أجريته مع السفير الألماني لدى السعودية طرح فكرة مهمة جدا كنت أتمنى دراستها وتطبيقها إذا كانت مفيدة فعلا، يقول السفير الألماني بما معناه أنتم تضعون البيض كله في سلة واحدة، وتعممون إجراءات الإقامة على كل قادم إليكم، وتساءل: هل تعتقدون أن القادم إليكم من أوروبا وأميركا وكندا واليابان وبقية الدول الغنية سيبقون ولا يغادرون؟ وأضاف: أتمنى تطبيق إجراءاتكم الاحترازية على جنسيات محددة ودول تتوقعون منها إلحاق الضرر باستقراركم الأمني والسياسي.
الفكرة قابلة للدراسة في ظل هذه التحولات السياسية والاقتصادية، ولكن ماذا عن أشقائنا العرب؟ قد تكون إجابتي مغلفة بالعاطفة، ولكن من واقع حياة معاشة نجد أن السودانيين بعموم أطيافهم أفضل الشرائح العربية التي عاشت وتعايشت مع حياتنا الاجتماعية، ولم نسمع بقضايا أمنية طرفها سوداني في أنحاء البلاد، والسوداني بطبعه ودود مثقف، لا يحب الجدليات، يتعامل ببساطة ونوايا نقية للغاية، لذا مهما ارتفع وجود العدد القادم إلينا من السودان الشقيق فالمحصلة عروبة وتآلف وانسجام، بل ونشعر بالارتياح والاطمئنان لوجودهم بيننا، ونتوقع منهم الخير ونستبعد الشر، لأنهم لا يتعاطون المذهبية المقيتة ولا يخوضون في السياسة المتحركة، ولا تعرف الخيانة لهم بابا.. هذا واقع مشهدنا مع الأشقاء السودانيين.
لن أدخل في التفاصيل، فيكفي في عز أزمة اليمن وسورية صدور توجيهات عليا لتسهيل إقامتهم بيننا -حوالى مليوني يمني وحوالى مليون سوري- ولم ولن تفكر السعودية في من يعض يدها التي امتدت له، .. أعود إلى فكرة السفير لعلها تأخذ مساحة من الاهتمام، وليتنا نبتعد عن المنطقة الرمادية بوضع قائمة بيضاء للدول التي وقفت معنا في “العاصفة” و”التحالف”، والبقية يذهبون إلى القائمة السوداء حتى وإن كانوا من العربان!

صالح الحمادي – الوطن أونلاين السعودية

Exit mobile version