“الجرين كارد”: حلم المقيمين بالسعودية.. ما هو موقف المواطنين؟

“هل يتحقق الحلم؟” بلهفة يتساءل وليد الفقش غير مصدق بأنه قد يحصل على إقامة دائمة تضمن له قضاء بقية حياته في السعودية حيث ولد ونشأ، وذلك بعد قراءته لتصريحات الأمير محمد بن سلمان ولي ولي العهد السعودي عن نظام جديد، يتيح إصدار إقامات دائمة للمقيمين في السعودية (تشبه الجرين كارد الأميركي بدون منح الجنسية).

هذا الحلم يرواد الكثير من المقيمين، لاسيما أولئك ممن يصنفون ضمن فئة مواليد السعودية، وهم فئة من المقيمين ولدوا وعاشوا لمدد تجاوزت أكثر من 20 عاماً في السعودية، إلا أنهم ما زالوا، يحتفظون بإقامات يتم تجديدها سنوياً.

وليد الفقش، وهو شاب سوري الجنسية، قضى حياته كلها مقيماً في السعودية، قال لـ”هافينغتون بوست عربي”: “الإقامة الدائمة، تؤمن لنا الاستقرار في السعودية، دون الخوف من تركها، حيث قضيت سنوات عمري، في هذه البلاد، وها أنا تزوجت ولدي أبناء، هم أيضاً ولدوا ونشأوا في السعودية، وما زلنا جميعاً نحتفظ بإقامات يتم تجديدها سنويًّا، مثلنا مثل أولئك المقيمين الأجانب الذين جاءوا بالأمس القريب، من خلال تأشيرة عمل، حيث يعملون هنا، ويعودون إلى بلدانهم، فور انتهاء عقودهم مع الشركات التي استقدمتهم من بلدانهم”.

وكان ولي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان النائب الثاني لمجلس الوزراء ووزير الدفاع، كشف عن نية السعودية لتطبيق نظام جديد شبيه بالنظام الأميركي (الجرين كارد)، يتيح للمقيمين جميع مميزات المواطن خلال إقامته هناك، غير أنه لا يحصل على الجنسية مباشرة.

وجاءت تصريحات الأمير محمد بن سلمان خلال حوار صحفي أجرته وكالة “بلومبيرغ” معه الأسبوع الماضي، ونُشر أمس جزء جديد منه، إلا أن ولي ولي العهد لم يقدم في حديثه المزيد من التفاصيل حول آليات النظام الجديد، وموعد تطبيقه.

تناقض في آراء السعوديين

العديد من السعوديين رحبوا بالتوجه الجديد للدولة لتطبيق ذلك النظام، مؤكدين أن بعض المقيمين في السعودية يستحقون الحصول على إقامة تضمن لهم طول المقام في السعودية، لاسيما أن العديد من المقيمين المندرجين تحت فئة مواليد السعودية، اكتسبوا عادات المجتمع السعودي، وباتوا جزءاً من نسيجه، في حين انتقد العديد من المغردين في تويتر الفكرة الجديدة ولم يوافقوا عليها.

وفي غضون ذلك، قال معتوق الشريف، عضو الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان، إن مسألة منح الإقامة الدائمة التي جاءت على لسان الأمير محمد بن سلمان، هي ترجمة للتحول الاقتصادي والاجتماعي الذي تعيشه السعودية، حيث تسعى قيادة المملكة إلى إحداث المزيد من الإصلاحات لكي يتم تحقيق أعلى معدلات النمو الاقتصادي.

وأضاف الشريف لـ”هافنيغتون بوست عربي”: “لا شك أن الإقامة الدائمة في حال منحها للمقيمين، ستنصف العديد منهم، لا سيما أولئك ممن قضوا سنوات طويلة يعملون في السعودية، حيث ساهموا في التطور الاقتصادي الذي تعيشه البلاد، وقد حان الوقت لمكافأتهم نظير خدماتهم وإنجازاتهم في شتى المجالات.

المقيمون والسعودة

لعل أبرز النقاط التعلقة بالإقامة الدائمة التي ذكرها الأمير محمد بن سلمان في حواره مع بلومبيرغ هي تلك التي أشارت أن الإقامة الدائمة ستتيح للمقيمين جميع مزايا المواطن السعودي، حيث قد يخشى العديد من المواطنين السعوديين من أن منح الإقامة الدائمة للمقيمين قد تزيد من معدلات البطالة بين السعوديين.

ويأتي ذلك في الوقت الذي تسعى فيه الحكومة السعودية لإيجاد المزيد من فرص العمل للسعوديين في القطاع الخاص، من خلال تبني سياسات متنوعة لتوطين فرص الوظائف من خلال برامج “السعودة”.

وفي هذا السياق، أكد الخبير الاقتصادي فضل أبو العينين، أن المقيمين الذين استوطنوا السعودية، وعاشوا فيها لسنوات طويلة ليسوا المتسببين بالبطالة، فالمشكلة تكمن في فتح أبواب استقدام العمالة من الخارج على مصراعيه، فبعض شركات القطاع الخاص لا تأبه لتوظيف السعوديين والمقيمين المتواجدين داخل السعودية، إذ تسعى لجلب المزيد من المقيمين في الخارج.

وأضاف أبو العينين لـ”هافنيغتون بوست عربي”: “الوقت مبكر للحديث عن الإقامة الدائمة، حيث لا توجد تفاصيل عن النظام الجديد للإقامة، ولا نعلم من هي الفئة المستحقة لمنحها الإقامة الدائمة، إلا أنه فيما يبدو، السعودية عازمة على المضي قدماً في خطط إصلاحية، من شأنها إحداث تغير نوعي في البلاد”.

هافينغتون بوست عربي | إبراهيم نافع- جدة

Exit mobile version