قصة “رحاب” بنت الاسرة الفقيرة بكسلا تتصدر فيسبوك، احرزت المركز الأول في شهادة الأساس شرقي السودان

رحاب أحمد عمر يعقوب
عندما يصنع (( العلم )) بيتاً ..

العلم يرفع بيتاً لا عماد له
والجهل يهدم بيت العز والشرف..

هكذا جرت العادة أن تردد الألسن وبكثافة صدر وعجز البيت أعلاه ، لتوضيح مكانة العلم والتعليم في حياة الفرد والأمم ، للحث والدفع علي التحصيل العلمي والإستزادة منه وإعلاء شأنه، لكن يتواضع البيت السابق كامل التواضع وينزوي أمام الطالبة رحاب أحمد عمر يعقوب ، التي أحرزت المركز الأول في شهادة مرحلة الأساس بولاية كسلا السودانية بالدرجة الكاملة ٢٨٠، فالطالبة رحاب لم ترفع عماد بيتاً او تعليه ، بل صنعت بيتاً !!.

أسرة الطالبة رحاب التي تسكن في أمتداد حي السوريبة علي الضفة الشرقية لنهر القاش بكسلا ، تتأخذ بيتاً من الأشجار ، تحتطب أمها وتساعدها رحاب لتعوس الكسرة مصدر دخل الأسرة الوحيد لوالد متقدم في السن ، ورغماً عن ذلك كان دوره مرافقة أبنته للمذاكرة وأين ؟؟!! علي أنوار اضاءة أعمدة الإنارة في الشارع المجاور .!!

كلمة السر في تناول رحاب لوجبة الإفطار بمدرسة الخنساء للبنات هو ما تلقيه علي مسامعها العاملات في المدرسة – الفراشات – قائلات : ( رحاب تعالي أفطري أمك دفعت ليك حق الفطور )، هذا وإلا تعود أدراجها من غيَّر أن تسد الرمق ، دون سخط أو لعن .!!

ليأتي مؤتمر إعلان نتيجة الشهادة لمرحلة الأساس ، وأسم رحاب يذاع للمركز الأول ، وينتشر علي ربوع الولاية ، وكما جرت العادة أن يزور والي الولاية منزل الطالب الأول لتهنئته بهذا النجاح الباهر ويشكر أسرته علي تهيئة كل الظروف وإزالة الصعاب ليكون هذا التفوق ممكناً ، ليفاجأ الوالي ووفده الذي ضم ايضاً نائب الوالي ، أن لا مكان لإستقبالهم ، لا سور للبيت ، وأن كان مستغرباً للوالي ووفده هذا الوضع ، لكن أغلب ظني أن بيوت عزة النفس والعفة لا تحتاج أسوار .

أمر الوالي حسب ما علمت بقطعة أرض سكنية لأسرة الطالبة رحاب ، ووجهه ديوان الزكاة بالولاية بتشيدها منزلاً للأسرة ، بجانب توفير مصدر دخل ثابت للأسرة ( عربة نقل صغيرة ) ومبلغ مالي للإعانة .
لتبقي (( رحاب )) الطالبة التي صنعت بيتاً من العلم وبالعدم..
وفقك الله رحاب وسدد خطاك

(متداول على فيسبوك)

Exit mobile version