لطيفة سعود المطوع : عجلة التنمية

للتنمية أطوار عديدة وأعوام مديدة بين التقدم والازدهار، تشد رحالها متسارعة كل عام، إنها تلك العجلة المتسارعة التي تمر كلمح البصر تسابق الأيام، وتنثر عبقا من ربيعها كل عام، وقد تراها مصفرة معوجة كأنها غرس بلا ماء، وكأنها قطار قد نفد وقوده ينتظر من يزوده بذلك الوقود الذي يعينه على المسير، وكم من المرات التي يطول فيها الانتظار، وترى العين شاخصة نحو السماء تحلق نحو تلك الأماني التي تظل تلازمنا نحو مستقبل مشرق، وتطور وازدهار في التنمية دائم لا يقف على حدود، بل يخترقها ويفتح كل القيود، واليوم في ظل الأحداث المتسارعة، والتسابق بين كل وجهة من العالم حول إقامة المشاريع التنموية، وتطوير البنية التحتية فيها، فكم نرى اليوم في بلادنا توقف ذلك المدد، والصرح الشامخ الذي كان بالأمس يذكر في هذه البلاد، بل أصبحت اليوم العجلة التنموية في بطء كاسح في المشاريع التنموية، وتعطيلها كذلك، أصبح يؤرق المواطن حين يرى هذه البلاد التي كانت مثالا يقتدى به في التطور والنجاح، بل كانت من الدول الرائدة التي أسست بها الجمعيات وغيرها، وآن ذاك كنت ترى افتقارا بهذا التطور في الدول المجاورة لها، وترى الآن سياسات غير حكيمة تعطل ما نأمل أن يقوم بهذا البلد، وما يعين على ذلك النجاح أن تتعاون جميع المؤسسات والأفراد القائمة على شؤون الدولة، بأن تقوم بهذه الأمانة على عاتقها، وتقوّم الاعوجاج وتصلح توجهاتها، وتترك كل خلاف سياسي لا ينمي عجلة التنمية في هذه البلاد، بل ويشلها إذا انعدمت المسؤولية الجامحة، التي من خلالها تنجح أو تتوقف عند حد معين، ولاتزال البلاد في طور لا يتحمل المكوث على وتيرة واحدة دون تطوير، وتغير في المنهج القائم في تطوير البلاد، وقد نسمع ونشاهد في الإعلام ما ستتم إقامته في المستقبل من مشاريع وإعادة إعمار، ولكن كل شيء يبقى على حاله، وما هي إلا آمال تطرح دون أي تطبيق ولا مبادرة، ولا رغبة صادقه بأن يتم الإصلاح إلى الأفضل، دون تسويف وتعطيل ما يقود البلاد إلى الخير والازدهار.

Exit mobile version