هؤلاء كاذبون،رفعوا كفن الصغير الفقيد راية وشارة حمراء

قلت لكم ولم اكن اقرأ كف الغيب ، هؤلاء كاذبون ، زرفوا المدامع المدعاة ، رفعوا كفن الصغير الفقيد راية وشارة حمراء ، هتفوا صارمين، أنهم لن يعودوا من المقبرة الي بيوتهم ، لكنهم عادوا !

ذات الهاتف الثوري ،امام المشرحة وفي المقبرة والثائر العريض المرتج الصياح كان مساء في صالة (كمون) ، بمطار الخرطوم ، يكمل إجراءات سفر أبنه وشقيقه الي (هولندا) ! كنت هناك رفقة زميلين صحفيين نودع وفدا أجنبيا زار البلاد ، لنا من بينه اصدقاء ، زاوية بالمكان وانعطاف متكأ أخفانا عنه وكشف لنا صاحبنا
(2)
كان يسبغ وضوء الوصايا والتنويهات لمن هما معه شدد عليهما مثل اي ولي امر بالحرص وتجنب التورط في كيت وكيت ، ارتشف رشفة من عصير باهظ المذاق والبرودة ثم نهض يودعهما ، وعبر بنا ، فجفل حتي كاد ان يصرخ ، الرجل أعرفه ويعرفني ، إرتبك ثم تماسك ، القيت التحية فردها بجزع ، تحاشانا بالعجلة المتعثرة مضيا ، وترفعت عن إحراجه ، احسست به يفر ، افسحت له وعليه مسارات العبور
(3)
امس (الجمعة) كان هناك في (أمبدة) ، يهتف مع كل كلمة ، يصيح قبل كل متحدث ، وقف في جانب سرداق (محمد الصادق) يسجل مقطعا صوتيا بمقام (المارش) والثورة الحمراء ! دعا الشعب للثورة ، والصمود والمواجهة ، نظرت اليه ،رسمت الاحتقار في عيني وشما ، إرتجف واندس تحت فوج من الهاتفين ، تسقط زراعك فالتقطها ، اضرب زراعك بي ! قلت ..ولم يقل القائل الذي ضللت اسمه !.

محمد حامد جمعة

Exit mobile version