قتل ب(ملتوفاً معدلاً)قرب جامعة الخرطوم.. لو دافع الجندي حسام عن نفسه لما كانت الخرطوم بهذا الوضع

الشهيد حسام..أحداث الجامعة
الشهيد حسام عيسى الريح (21) عاماً، هذا الفارس استشهد في احداث جامعة الخرطوم، حيث احترق جسده النحيل بملتوف غير تقليدي، لانها حروق تجاوزت مفعول البنزين الى انفجار مادة تم تركيبها في معمل كيميائي، رحل الشهيد حسام في صمت وهدوء دون أن يضاف الى قائمة المناضلين، ودون ان تذكره الأسافير أو تشارك في تشيعه ناشطات الفيس بوك.
فالشهيد حسام قدمته شرطة العمليات بولاية الخرطوم، وشيعته أمس في موكب مهيب بعد أن مكث بالعناية المركزة عدة ايام، وهي قصة تحتاج الى قراءة وتفهم وتمعن، فبينما كانت الاحداث في اوجها، كان حسام واخوته على متن دفار العمليات يقرأون الأحداث ويحاولن لملمة الاطراف، ولم يكن في الحسبان أن هناك من يتربص بهم، فاطلق أحدهم (ملتوفاً معدلاً)، على ناقلة جنود الشرطة، فسقط في الحال (11) جندياً اصيبوا باصابات متفاوتة ومازال بعضهم يخضع للعلاج حتى الآن.
اقول (ملتوف معدل)، لان التقارير الطبية للمصابين اثبتت ان الحروق ليست حروقاً عادية ولا يمكن ان تهتك الانسجة بهذا الحجم ما لم تك معدلة، ساعتها انتبهت قيادة العمليات الى عمل منظم، فالمهمة تتجاوز شغب الطلاب إلى عمل أشبه بعمل الخلايا الإجرامية، وهذا ما سنفصل فيه لاحقاً.
الشهيد حسام قدم نفسه فداء لاخوته وفداء لطلاب جامعة الخرطوم، فلو استجابت شرطة العمليات لهذا الاستفزاز وتعاملت بالقوة المفرطة لسقط عدد كبير من الضحايا، وهذا ما يؤكد حسن التدريب والمهنية والاحترافية وضبط النفس عند التعامل مع الأزمات.
ما حدث بالجامعة الاهلية وجامعة كردفان، وما كان يمكن أن يحدث بجامعة الخرطوم، ومحاولة الغدر بالزميل الأقرع ومحاولة تفجير ناقلة جنود، ورمي صخرة من أعلى بناية مرتفعة وغيرها من العمليات الخاصة، مؤشرات واضحة لعمل فوضى تتبناه جهات لاعلاقة لها بنقل جامعة الخرطوم من مقرها رغم بيان مجلس الوزراء وبيان مجلس الجامعة، فالمسالة تحتاج إلى قراءة أخرى وإلى وعي يحقن الدماء ويحفظ الوطن والأرواح والممتلكات.
فالشهيد حسام واخوته لم يأمروا بنقل أو بيع جامعة الخرطوم، ولا بازالة فشودة، ولكنهم ضحوا باكثر من (35) جندياً لان ينعم الجميع بالامن والطمانينة.
*أفق قبل الأخير
للناشطين ..عزاء الشهيد الشاب حسام بالفتيحاب الشقلة القديمة، وهو من أسرة طاهرة وكريمة، ودع الدنيا بشرف الجندية، ألا يستحق الاحتفاء، ام مالكم كيف تحكمون؟.
*أفق أخير
لو دافع حسام عن نفسه لما كانت الخرطوم بهذا الوضع

علي الصادق البصير

Exit mobile version