معتمد الخرطوم ..نم قرير العين لكن احذر دعوة مظلومة فانت تنام لكن الله.. لا

أجتزت الفضاء الممتد بين بعض مقار البنوك والمتاجر القائم جنوبا ، وبناء ما يسمي مول (الواحة) شمالا ، بين البعدين كنت أتمشي او في الواقع اشق المسافات الي داخل المدينة ، الشمس تفك آزار الليل ، اناس يمشون سيرا علي اقدامهم ، سيارات تتلكأ بحثا عن موقف ، مارة من أعمار وهيئات شتي ، بعض يمضي ساهما يناجي نفسه وبعض يكتفي بالبحلقة وبعض ثالث يتلفت يدير محادثة بانه شرق الصيدلية وغرب الصراف الالي ! تنبهت اثناء ذلك لحشد وجمهرة ، التقطت اذناي منشورات استياء وملاعن ، كان الحشد يغري بحشر الانف ، تجاسرت علي الفضول لكنه غلبني ، ألفيتني (أفج) حيزا لجسدي المتعرق بفعل الطقس بين رجلين وسيدة ؛ قلت ولعاب تلصصي يسيل (في شنو يا جماعة) ، سؤال تحسست بلادته واحدهم يلتفت نحوي من أول الصف مثل إمام يدير بناء صف للصلاة ، حملة ، قال لي ليردف دون أن يري وجهة سقوط كلمته (كشة) ! وقع بصري علي مركبة المحلية المنصوبة ، تلتهم بواسطة العمال معروضات الجناة ، كتلة (بنابر) ، خردة من حديد (الشرقرات) ، بعض مواقد النيران التي افرغ رمادها علي الارض ! أكواب سليمة وضعت علي أوانيها واخري تحطمت ، عاد جند سليمان فيما يبدو ولا نمل يحذر ! لم تستطع الحملة ان تنال متهما ، فر الباعة والبائعات ، سقطت رحاءات الزبائن ، أحدهم اظنه (محامي) انخرط في نقاش صفوي عن المشروعية والدستورية ، اخر كان بائع كروت شحن نجا من التوقيف لطول ساقيه حضر يتأبط حقيبة علقها بحرص بعد هدوء أنفاسه يلعن صديقه في الجانب الاخر من الشارع لانه لم ينذره ، بائع عصير ليمون وقف خلفي تخنقه العبرة ، نفث علي عنقرتي نحو علبة سجائر بغضب احسست معه ان من تمام السلامة الا اثير انفعاله باستفهام ، عمال المحلية اعترتهم حالة زهز بائنة ، لم يبقي لهم الا صيحات الحرب و(الروراي) ، كبيرهم يتجول بخيلاء يتوقف مرات ليذكر الحاضرين بالتراجع ، يتأخر حشدنا معشار أنملة ثم نتحلق نبحلق ، امتلأ الدفار ، صعد العمال يتضاحكون بمرح من يقصد الجنة ، ادار سائقهم المركبة المخيفة حرص علي تحرك استدعي له جلبة لا اعرف كيف ، قيادة تعبير متهور لا يوفيها حقها من الشناعة ! غاب موكبهم عليه غمامة من الكراهية تكاد تمطر ، شيئا فشيئا خرجت السيدات البائعات ، جلهن في نطاق عمر الجدات ، نظر لمخلفات الحملة ، مياه دلقت وسخام خالط الثري ، اكتفين بتلقي اعتذاراتنا ببسمات حائرة ، وجلد مهيب ، ثلاث منهن شرعن في نقاش حول المعالجة بين نيل ادواتهن مقابل جرجرة او البدء من جديد ، اغلبهن انحنين (يمسحن) الارض مثل فاضلة تعيد تهذيب فناء بيت ، جمعن الرماد اصلحن شعث المكان فتنظم ثم غبن بين الزحام !

سيدي معتمد الخرطوم …نم قرير العين لكن احذر دعوة مظلومة فانت تنام لكن الله… لا ولا اله الا هو

الخرطوم
محمد حامد جمعة

Exit mobile version