مؤمن الغالي : مصر أخت بلادي يا شقيقة (1-2)

ولم تدوِ كفي بالتصفيق للإنقاذ أو لأي مسؤول في الإنقاذ منذ أن تفجرت وحتى اليوم إلا قبل أيام قليلة خلت.. أنا من الذين ما برحوا ينصبون خيمتهم في الضفة الأخرى المقابلة للأحبة في المؤتمر الوطني.. وقد عصم الله كفي من التصفيق للإنقاذ أو للأحباب في المؤتمر الوطني لمدى ست وعشرين سنة وتزيد.. إلا قبل أيام قلائل.. فقد أجبرني البروف الوقور الرصين المحترم حد القيف المهذب حد (الميس) البروف غندور.. وتأكدت أن لي من فراسة المؤمن نصيباً.. فقد راهنت على البروف غندور منذ أن بات هدفاً للكاميرات وأضواء الفلاشات وهو يتبوأ رفيع المناصب وخطير الملفات.
أدهشني الرجل.. بل أطربني حد الغناء العاصف الذي تعدو به الريح عندما نطق بكلمات بوزن الماس وحروف منسوجة من البلاتين.. فقد قال الرجل عن الأزمة العابرة.. بل السحابة التي ظللت سماء وادي النيل.. قال البروف غندور إن حلايب خط أحمر.. وواصل سلسلة الإبداع عندما قال.. والعلاقة مع مصر خط أحمر.. لك من الشكر أطنان ومن العرفان ألوان وأنت تضع المركب على النهر الصحيح.. وتضع الأقدام على المضمار الذي يقود تماماً إلى منصات الميداليات والتتويج.. لقد نسف البروف بتصريحه هذا كل الدعاوى الداعية والمحرضة على التصعيد وتلك التي تدعو إلى صب الزيت على النار.. الآن وبتصريح البروف غندور الذي أكد على سودانية حلايب وأكد في ثقة وإصرار على الأخوة الراسخة بين شعبي وادي النيل.. بل دعوني أقول (شعب) وادي النيل.. وتلك الكلمات التي ما غابت عن سماء الوادي لمحة أو لحظة.. وهي أنه وعند كل أزمة أو فرحة.. عند حزن أو عيد.. عند كل موقف أو موقعة تنطلق في السماء كلمات مكتوبة بأقلام التاريخ تحكي عمق العلاقة بين مصر والسودان.. بل العلاقة الأزلية والتاريخية بين مصر والسودان.
أدهشني ذاك التصريح المتوازن الضافي والكافي والشافي.. هو رد بليغ لكل المزايدين المنفعلين والمنادين خيول القطيعة والراقصين على دوي طبول التصعيد والمواجهة.. ولهم أقول.. قليل من العقل والتعقل يا هؤلاء.. لأنه .. لا قدر الله.. إذا..
إذا احتربت يوماً
ففاضت دماؤها
تذكرت القربى
ففاضت دموعها..
أما أنا يكاد قلمي لا يستدعي وأنا أرهن على (بكرة) لا يستدعي غير كلمات الهادي آدم التي تحكي (غداً تأتلق الجنة أنهاراً وظلاً.. وغداً ننسى فلا نأسى على ماضٍ تولى.. وغداً للحاضر الزاهر نحيا ليس إلا.. ليس إلا)..
وغداً نبدأ رحلة الحب والحق والسلام..

Exit mobile version