التمويل بتحويل الرصيد .. المريخ كان أشطر

في الأنباء أن الحزب الحاكم بحسب رئيس قطاعه التنظيمي د. فيصل حسن، يتجه لحل مشكلة اشتراكات العضوية عبر خدمة تحويل الرصيد، والسؤال هنا قبل أن يكرر الحزب الحاكم ذات التجربة الفاشلة التي خاضها قبله فريق المريخ الذي تتفوق عضويته بكثير جداً على عضوية الحزب، ويفوق ارتباط جماهيره بالفريق وحبهم له بما لا يقارن بعضوية الحزب، هل صحيح أن الحزب الحاكم يعتمد في تمويل أنشطته وتسيير أعماله ضمن (موارد أخرى) على اشتراكات العضوية، هذا السؤال كان قد أجاب عليه ضمناً رئيسه شخصياً حين وجه نقداً ذاتياً عنيفاً للحزب بلغ حد أن أعلن خشيته عليه من حال ومصير الاتحاد الاشتراكي، وحال الاتحاد الاشتراكي الذي تخوف منه الرئيس هو أنه كان حزباً سلطوياً شمولياً وحيداً وواحداً محتكراً لكل شيء، نشأ في كنف السلطة وتربى تحت رعايتها، فصار مجرد حزب حكومة يتكئ على السلطة ويرضع من ثدي الحكومة، وكان من الصعب جداً تصور أي دور له بعيداً عن السلطة أو بمعزل عنها حتى غدا مثله مثل أي مصلحة أو وحدة حكومية، وحزب بهذه المواصفات بالضرورة أن يجتذب إلى صفوفه الأرزقية والمنتفعين والمتسلقين الباحثين عن المناصب والمال والجاه من جماعة كل سلطة وكل حكومة، أو كما قال أمين حسن عمر…
والواقع يقول إن حزب المؤتمر الوطني بالعديد من الوقائع والمشاهد والشواهد والشهادات يكاد يعتمد كلياً في إدارة نشاطه ومناشطه وتسيير أعماله على ما يجود به عليه الدعم الرسمي، ويكفينا هنا أن نشير على طريقة “وشهد شاهد من أهلها” لشهادات موثقة لرجال ليسوا قياديين في الحزب الحاكم الآن المسمى المؤتمر الوطني فحسب، بل هم من البدريين ومن بناة هذا الحزب الذي قام على أكتافهم منذ أن كان اسمه جبهة الميثاق، نذكر منهم الأستاذ الشيخ أحمد عبدالرحمن محمد، والأستاذ حسن عثمان رزق القيادي حالياً بحزب الإصلاح الآن، والقيادي النافذ في الحكومة وحزب الحكومة حتى لحظة الانشقاق وإعلان مولد حزبه الجديد، وكان رزق قد قال ما نصه (الوطني يسخر أموال الدولة لعقد مؤتمراته)، وغير شيخ أحمد وأستاذ رزق هناك آخرون كثر ممن أفنوا زهرة شبابهم في هذا الحزب على مختلف تقلباته واختلاف تسمياته يعضدون شهادتيهما، هذا غير الحقيقة التي لا يمكن أن يماري فيها أحد إلا مكابرةً، وهي أن المؤتمر الوطني نشأ أول ما نشأ كحزب حكومة تتعهده بالرعاية والعناية والتمويل، مثله مثل الاتحاد الاشتراكي على عهد نميري، وغيره من أحزاب شمولية قابضة، ولهذا كان الأدق والأحرى برئيس القطاع التنظيمي بالحزب، أن يقول إن حزبنا منذ الآن فصاعداً لن يتمول من الحكومة وسيعتمد تماماً على موارده الذاتية وعلى رأسها الاشتراكات، أما حكاية تحويل الرصيد هذه، فلا قول لنا فيها غير (المريخ كان أشطر)، وليسأل عنها الحزب ابنيه جمال الوالي وأسامة ونسي…

Exit mobile version