محمد وداعة : نحنا شعب .. عيان !

دراسة أعدتها شركة نوفونورديسك حدد (1,5) مليون سوداني مصابون بداء السكري، ومضافاً لهم (3,5) ملايين معرضون للأصابة فى الأعوام القادمة، وسط مؤشرات متصاعدة للمرض، وهي تعتبر نسبة عالية جداً، وهي الأعلى في أفريقيا، بروفيسور محمد علي التوم، كان أكثر وضوحًا عندما كشف عن وجود (5) ملايين مريض سكري بالسودان، منهم مرضى السكري ومنهم معرضون للإصابة بالمرض ومنهم مرضى لايعرفون أنهم مشخصون، وإن صحت هذه التقديرات فإن ذلك يعنى أن (15%) من الشعب السوداني مصابون بالسكري، ومعرضون للأمراض المصاحبة من جروح وأعاقة وفقدان للبصر وتصلب الشرايين.
الأسبوع الماضي كشفت الجمعية السودانية لإرتفاع ضغط الدم عن تزايد الأصابة بمرض ضغط الدم المسمى بالقاتل (الصامت) خصوصاً لدى الأطفال، د. نعيمة عبدالله رئيسة اللجنة الأكاديمية بالجمعية قالت ان (24.3 %) من المواطنين السودانيين مصابون بالمرض حسب المسح الصحي للعام 2010م، موضحة أن %(90-95) من الأصابة بسبب أرتفاع ضغط الدم الأساسي، وأن (80- 75% ) من الاصابة بسبب الضغط النفسي والتبغ بانواعه والكحول والأكل غير الصحي وعدم ممارسة الرياضة، وهى حالات لايمكن شفاءها ولكن يمكن السيطرة عليه إذا توفرت الرعاية الصحية والكشف المبكر عن المرض، وعليه وباعتبار آخر إحصاء للسكان يكون حوالي (8) ملايين شخص مصابون بمرض ضغط الدم، مع الأخذ فى الاعتبار أن الكثير من المرضى يجمعون بين المرضين في أن واحد،
وفقاً لتقارير منظمة الصحة العالمية فان (8) ملايين سوداني يصابون بالملاريا سنوياً وأن (60%) يدخلون المستشفيات يموت منهم (35%) وتعتبر الملاريا المرض القاتل الأول، حيث يبلغ متوسط وفياة الملاريا فقط (35,000) شخص سنويا وغالبيتهم أطفال.
د. على بلدو أستشاري الطب النفسي والعصبي، قال أن عدد المترددين على مستشفيات التجاني الماحي لوحده فى العام 2013 م كان يتراوح مابين (350-300) مريض يومياً ، مشيراً إلى زيادة كبيرة فى معدلات مرض الأكتئاب، فيما بلغ معدل الإصابة بالفصام (1,5%) من السكان، وأعتبر ان تقرير منظمة الصحة العالمية والخاص بتزايد حالات الأنتحار، الذي حدد السودان الأول فى الانتحار بين الدول العربية بأنه مؤشر خطير، وأن تقرير وزارة الصحة بولاية الخرطوم سجل فى عام 2015م عدد (16,810) حالة فى التجاني الماحي وبعشر فقط يعتبر ذرة فى بحر وأن الأعداد الحقيقية للأمراض النفسية فى السودان مضاعفة أضعافا كثيرة.
وزارة الصحة الأتحادية تقدر عدد مرضى الأيدز المسجلين فى السودان بحوالي (79) ألف حالة، وأن (1500) حالة تسجيل سنوياً، بجانب الحالات غير المسجلة، أو غير المبلغ عنها، ويقدر عددالمرضى والمصابين بحوالي (500,000) خمسمائه ألف حالة، وقد فشلت أهم موجهات خطة الوقاية من الايدز أبان معركة (الواقي الذكري) التى قادها النائب البرلمانى دفع الله حسب الرسول وأنتهت الى نسيان الخطة تماما.
أما فى مجال الصحة العامة والرعاية الصحية فقد كشفت آخر دراسة منشورة أعدت فى العام 2006م، أن معدل وفيات الأطفال حديثي الولادة فى السودان يبلغ (81) حالة لكل (1000) ولادة حية، الوفيات دون سن الخامسة (112) لكل (1000) حالة، وفيات الأمهات (1,107) حالة وفاة لكل (100,000)، 56% فقط من السكان يشربون مياه نظيفة، 31% فقط من السكان يستخدمون مرافق صرف صحي، 28% من الأطفال دون سن الخامسة يعانون من الإسهال، (31%) فقط من الأطفال تم تحصينهم بالكامل، (31%) من الأطفال مصابون بسوء التغذية ، (49%) فقط من الولادات تتم تحت أشراف طبي أوصحي، حوالي (10%) فقط من السكان يستخدمون الملح المدعم باليود وهو ما أدى إلى تفشي تقزم الأطفال والأعاقة العقلية بنسبة (30%) بين الأطفال، للأمانة يجب أن نقول أن هذه الأرقام الإحصائية مضت عليها سنوات وهي آخر الإحصاءات الرسمية، والخبراء يمليون إلى أن هذه الأرقام المخيفة في تاريخها أصبحت الأن متواضعة قياسياً الواقع الملموس حالياً، رغم الضجيج عن توفير الخدمات الصحية، فالحقيقة اننا شعب عيان خالص.

Exit mobile version