اشتياق

* أكبر الهزائم تأتينا من الداخل..!.. حين تهيمن العاطفة الجياشة على أعماقنا.. وتسلمنا لضعف عظيم.. يجعلنا نرفض الإذعان لصوت العقل مهما ارتفع وكان منطقيا.. فنحن لا نفكر إلا بقلبنا الملتاع!
* أحيانا نتعامى عن الحقائق المجردة.. مهما كانت واضحة للعيان.. ونغض الطرف عن الأدلة التي تستوجب إدانة أحدهم وإقصاءه عن حياتنا.. فنحن نفضل أن نرزح تحت وطأة إجرامه على أن نخرج للحياة والحرية!
* هل يعقل أن تكون عواطفنا أداة للتعذيب والهوان؟!.. إحدى القارئات العزيزات تؤكد ذلك.. حدثتني بصوت مبحوح من هول البكاء والحزن عن ذلك الذي اقتحم حياتها وعبث بها وقلبها رأسا على عقب ثم غسل يديه وقرر الرحيل!!
* رجتني أن أخاطب نهمه اليومي على متابعة اندياحي بحرص بالغ يفوق حرصه على مشاعر امرأة استأمنته على عواطفها وأحلامها!!.. تمنيت لو كان بإمكاني دفعها لنسيانه.. ولكنها هزمت منطقي بتشبثها العنيد به والإصرار على المضي في دربه بلا أمل!!
* شاب مثقف وطموح وناجح.. كيف يمكنه أن يترك إحداهن فريسة للأوهام والهواجس والحيرة؟.. كيف سمح له ضميره أن يسلمها للدموع والخنوع بينما يتلذذ بمحاولاتها المستميتة لاستعادته ونيل رضاه؟!
* عن أي حب يمكن أن نتحدث في ظل الاستهتار واللامبالاة؟!.. ولماذا فتح عينيها على تلك الحياة الوردية ثم عن له بغته وفق أهوائه أن يطالبها بالتعامى؟!
* لقد ساقت لي ادعاءاته غير المنطقية.. ومبرراته الواهنه للتخلي عنها.. ذات الحكاية الساذجة القديمة عن الأهل الذين يرغمونه قسرا على ابنة خاله!!.. ألا تعلم يا سيدي أن هكذا حكايات قد باتت أحاجي من الماضي السحيق؟
* عن أي إرغام تتحدث في ظل ما تتمتع به من أفق مفتوح وشهادات جامعية وشخصية مستقلة؟!.. وهل بإمكانك حقا الرضوخ لرغبات الأسرة والعيش ضد مشاعرك ورغباتك وبدء حياة زوجية بمعناها المقدس مع شخص لا يتوافق مع تفاصيلك وتطلعاتك؟
* تجدني يا صديقي العزيز مكترثة لأمرك وأمرها بحق الإنسانية وصلة الحرف النبيل.. وأرجو منك أن تعيد النظر في أمركما.. فالفتاة التي حدثتني بكل هذا الصدق والنقاء تستحق منك بعض الاهتمام.. فالشاهد أنها لم تترك بابا إلا وطرقته للوصول إليك.. وأحترم سعيها الحثيث المدهش للحصول على رقم هاتفي وإشراكي في قضيتها معك.. فأرجوك أن تفتح لها قلبك وتوقظ ضميرك وتمنحها فرصة التعبير والحوار.. فليس من العدل أن تحسمها بكل هذه القسوة ولا تكفل لها حق الرد والاستيضاح.. هي إنسانة مثلك.. فإما أقنعتها بكل مودة.. أو فارقتها بإحسان.. وفي كل الأحوال هي تبثك عبري كل المحبة والتبجيل والـ(اشتياق) وتجدد لك عهود الولاء والطاعة والإسعاد.. وأنا وهي معا ننتظرك على مفارق الأمل.
* تلويح:
الحب الحقيقي لا يصادفنا في الطرقات.. نحن نختبره بالمحن وقليلون من يستمسكون بنا حينها

Exit mobile version