اذا أردت شراء سيارة من دلالات الخرطوم اقرأ هذه القصة واحذر الكوبري

تسامرت البارحة مع اصدقاء لى بسوق السيارات المستعملة ببحرى . . الدلالة . . وبينما نحن نجتر الذكريات وننبش الماضى الكئيب ونصوره زاهى ومخضر نضير . . إذا بأحد الرفاق يقول السنارة قمزت فادرت عنقى مع الدائرين لأرى اين قمزت السنارة . . كان هناك رجل عجوز ومعه شابين ورابعها براءة تشاركهما المشى والحديث والملبس . .

سرد الرجل العجوز تاريخ حياته حتى اللحظة التى يقف فيها معنا . . فعرفنا فى خاتمة القصة إنه قد نزل للمعاش ومعه مبلغ يريد به شراء سيارة اجرة ليعمل عليها ولداه . . وصلت يا عمك . . إسم الكريم منو ؟ قالها عبد الكريم كوبرى وهو من الدلالين المشهورين بالكباري الاصلية . . ومصطلح كوبرى إن لم تك قد سمعت به فسأشرحه لك فى منشور قادم . . واشك فى انك لم تسمع به لأن البلد كلها قد اصبحت كبارى فى كبارى . .

كدى تعال اشرب الشاى واعتبر موضوعك منتهى والليلة بإذن الله ترجعوا البيت بحافلتكم . . إبتسم الرجل وولداه وابتسم عبد الكريم وصحبه . . وشتان الفرق بين إبتسامة وإبتسامة . . دارت كؤوس الشاى وعزف عبد الكريم وجماعته أحلى مقطوعة فى صيد الضحايا وتم إحتواء الرجل إحتواء كاملآ وتم تجريده من تفكيره ونطقه وسمعه ونظره . . فاصبح يفكر كما يفكرون وينطق ما يريدون ويرى ما يبصرون ويسمع ما يؤمرون . . بلع صاحبنا الطعم بكل إرتياح . . فالحافلة التى سيشتريها هدية نزلت من السماء فصاحبها مسجون وخرج من السجن بإذن . . وبتاع المباحث لافى معاهو حسب قول عبد الكريم ولو ما باع الليلة حيرجع السجن وتانى ما بدوهوه إذن . . نحنا حنطلعا ليك بى ستين بس تدينا 15 لانها بتاعت 90 . . تمتم الرجل لكن 15 ما كتيرة . . فتدخل الطيب رقعة وهى كناية على ترقيعه للشغل لما إقرب إنفس . . يا الحاج ويا عبد الكريم الحاج دا إدفع 12 وعلئ بالطلاق زول تانى إفتح خشمو مافى . . نفس السيناريو حدث مع صاحب العربة وتم فصلها منه ب50 مليون وما زاد حلالآ بلالآ لعبد الكريم وصحبه . . قبضوا 22 مليونآ فى لحظات وحمدوا ربهم بل دخلوا المسجد القريب وصلوا ركعتى شكر . .

ما الذى حدث للناس ؟ كيف إستطاع الجميع تطويع الدين فأصبح من يحتال يعتبر ما جاءه رزق من الله ومن يكذب لا يرف له جفن . . يذهب الشياب والشياب للمسجد وسط شوارع قذرة لم يكلفوا أنفسهم بإستقطاع ساعة من الإسبوع لنظافة شوارع حيهم . . يكتب الجميع فى الوسائط الإجتماعية الآيات والأحاديث . . ولا أحد يساعد محتاجآ ولا يزور مريضآ هل يعتقدون بأنهم يخدعون الله ؟ أصبح الدين مجرد أحرف تلوكها الألسن واصبح أداة لتحقيق مآرب . . هل هذا حصاد المشروع الحضارى ؟

الباقر الجيلي

Exit mobile version