فيصل محمد صالح : في رسم القرآن :تعليق

أفق بعيد

أثار العمود الذي كتبته بالأمس حول رسم القرآن الكريم الكثير من التعليقات وردود الأفعال. وأجدني شاكراً لكل هؤلاء، وفيهم من فضل أن يقول تعليقه شفاهة، وإن كنت آمل أن يكملوا جميلهم بالكتابة.
من الذين علقوا كتابة المهندس عبد السلام كامل عبد السلام بالهيئة القومية للإذاعة والتليفزيون، وزميل الدراسة في مصر، وهو شاعر وأديب معروف وإلى التعليق:
طالعت ما جاء في عمودك (أفق بعيد) بخصوص الرسم القرآني للمصحف ومخالفته لما تعودنا عليه في كتابتنا العادية، وهنا أود أن أشير إلى عظم الإجابة وتفرعها مما يحتاج إلى محاضرات، ليست واحدة ولا إثنتين.. ولكن أستعين بالله فأقول إن لجان كتابة القرآن الكريم التي كانت كلها برئاسة زيد بن ثابت رضي الله عنه، لم تأل جهداً في كتابة المصحف كما ينبغي أن تكون لتشمل القراءات المتداولة آنذاك وما فيها من إمالات وتسهيل ونقل وغير ذلك من ما هو معروف في علوم القراءات .. وجاءت حاوية لكل هذه القراءات في نص واحد.. كم هي عبقرية هذه اللجنة.
كما هو معلوم فالقرآن الكريم في عهد كتابته بين يدي رسول الله لم يكن به تنقيط(إعجام) وليس به همزات وصل وليس به علامات وقوف (صلي، قلي،لا،م، ج ) بل هو مما استحدث لاحقاً في عهد الحجاج بن يوسف الثقفي. أما التباين في الرسم العثماني عن الإملاء المعروفة فلكي يكون متيسراً قراءته بجميع أوجه القراءات الموجودة فيما يعرف بالحروف السبعة. فمثلاً هناك من يقرأ (مسيطر) وهناك من يقرأ مصيطر، وكلتا القراءتين صحيحة في روايتها ولا يمكن أن يقرأ القارئ بالروايتين معاً في الجلسة الواحدة إلا للتعليم، وهناك أمثلة أخرى كالصراط والسراط، وهناك روايات لا يمكن أن تقرأ إلا سماعاً وتلقيناً ككلمة (الصراط). وهناك إمالات صغرى وكبرى في رواية (الإمام الدوري) مثل قولنا في لهجتنا العامية (وين) و(البيت) وما شابهها، فلا يمكن أن تكتب في شكلها المنطوق كقولنا (الناس) و(الكافرين) و(التوراة) وغيرها كثير.
هناك موضوع الهمزات، وقد أوردت مثالاً لها في (تسألون) وأنها تكتب (تسئلون ) فأقول راجع المصحف جيداً وانتبه إلى أنها مكتوبة (تُسْءَلُون) مع مط السين بحيث تكون الهمزة ما بين السين واللام. هذا كثير مما لا ينتبه إليه القراء غير المداومين على حلقات الذكر والتلاوة في المساجد، وهذا مما وقع في خطئه كثيرون ممن يكتبون كلمة (المسئول ) ويعنون (المسؤول)، وهو للعلة نفسها، أي وقوع الهمزة بعد السين الساكنة فتكتب (مسءول) وكأختها السابقة تمط السين وتوضع فيها الهمزة بأعلاها ..
هناك الكثير من الألفاظ التي لا تكتب على النهج الإملائي المعروف والسبب هو كما قلنا لتتحمل الكلمة كل الروايات المقروء بها ..لا تنس أنها كتبت هكذا بين يدي رسول الله (ص) وأن وضع الآيات في القرآن الكريم هو أيضا توقيفي بحيث لا تأتي الآيات في الترتيب القرآني إلا بما أمر به الرسول الكريم، من غير اهتمام لمكيتها أو مدنيتها.
عبد السلام كامل عبد السلام
HYPERLINK “mailto:OORABIAHMAD4@GMAIL.COM” OORABIAHMAD4@GMAIL.COM

ملاحظة للتصحيح
ارجو الالتزام بالطريقة التي يكتب بها عبد السلام

Exit mobile version