لاجئو جنوب السودان.. العودة إلى الوطن الأم

لم يجد الآلاف من مواطني دولة جنوب السودان غير الهرب إلى السودان -الدولة التي انفصلوا عنها قبل خمس سنوات- لاتخاذها ملجأ بديلا لهم، بعدما تحولت أرض الدولة الوليدة إلى محرقة للجميع دون استثناء.

ورغم وعورة الطريق وطول المسافة فإنهما لم يمنعا الفارين من الوصول إلى الحدود السودانية، في حالة هي الأسوأ وفق وصف جمعية الهلال الأحمر السوداني.

وكحال مئات الأسر التي فقدت عددا من أفرادها، تقول أشوك بول إن الغابة أو الحيوانات المفترسة والثعابين “لم تمنعنا من السير نحو الشمال، وهو المكان الآمن الذي تركناه قبل خمس سنوات”.

لكن أشوك ليست وحدها من عاد إلى السودان لاجئة وفاقدة بعض أفراد أسرتها، كما تروي كرستينا دينق التي تشير إلى مقتل أخويها من جماعة غير معلومة الأهداف.

وتقول للجزيرة نت “هربت أنا وأطفالي بالليل تجاه الشمال، بينما هرب زوجي تجاه الشرق لتضليل ملاحقينا”، وتضيف “لا أعلم إن كانوا لحقوا به أم اختفى منهم”.

قتل عشوائي
بينما تلفت أشوك الانتباه إلى ما تراه “القتل العشوائي دون سبب، لأننا لا نعرف من هم ولماذا يقتلوننا ويقتلون أطفالنا”، وتشير إلى أن “الجنوب يفتقد كل شيء: لا غذاء، لا دواء، لا تعليم”.

هؤلاء الأطفال لم يدخلوا أي مدرسة منذ وصولنا إلى الجنوب، وفق ما كشفته أشوك للجزيرة نت، “لأنهم سيخطفونهم لحمل السلاح مع المتحاربين”، مطالبة في الوقت ذاته بوقف الحرب.

ومع تزايد أعداد القادمين إلى معسكر “ورل” على الحدود بين السودان وجنوب السودان يكشف مسؤول جمعية الهلال الأحمر أحمد علي عن وصول مئات اللاجئين وبشكل يومي.

وبحسب علي، فإن الأطفال والنساء يشكلون النسبة الأكبر من أعداد اللاجئين الذين تستقبلهم المعسكرات حتى الآن، ويقول إن العدد الذي وصل معسكر “ورل” ارتفع إلى أكثر من 6958 أسرة، مع وجود تدفقات يومية جديدة.

ولم تمض سوى لحظات حتى وصل عدد جديد من اللاجئات اللائي لا يحملن غير بعض ملابس قليلة خف حملها مع حاجات صغيرة هي مجرد مستلزمات ضرورية.

مطاردة
وتقول إحداهن -ورفضت ذكر اسمها- إنهم “كانوا يطاردوننا إلى مسافة قريبة”، دون أن تذكر من هم، وانتقلت بعدها لتسلم على من سبقها من أفراد عائلتها.

الوزير وعضو البرلمان السوداني السابق، الذي عاد إلى الخرطوم، فاروق جاتكوث يقول إن الذين وصلوا إلى السودان هم من المحظوظين، لأن هناك مئات بل الآلاف لا يعرف مصيرهم أحد.

واتهم حكومة الرئيس سلفاكير ميارديت بارتكاب إبادة جماعية بحق عشرات الآلاف من المدنيين والأطفال والنساء، “فقط لأنهم يؤيدون معارضه ونائبه السابق رياك مشار”.

وقال إنه لا يتوقع توقف أعداد النازحين في الوقت الحالي، “لأن هناك عمليات عسكرية في كثير من الولايات الجنوبية لا تميز بين مدني وعسكري”.

ويضيف للجزيرة نت أن الجميع اختار السودان “لأن السودانيين جزء منا، ولم ننفصل عن الشعب في السودان، بل كان الانفصال جغرافيا”.

وعلى الرغم من أن جاتكوث كان من قادة الانفصاليين الجنوبيين، فإنه يرى أن أجيالا -هو منها- فشلت في الإبقاء على السودان موحدا، على الأقل في الوقت الراهن.

عماد عبد الهادي-الخرطوم
المصدر : الجزيرة

Exit mobile version