صمود الوالي إلى الآن لم يظهر له (سيلفي)

(1) يحسب لوالي ولاية الخرطوم هذا العام أن ولايته رغم (غرقها)، ورغم هطول الأمطار الغزيرة وفيضان النيل وتدافع السيول وحصارها للأهالي في أطراف ولايته، إلّا أن والي الخرطوم حتى الآن على الأقل لم نشهد له (صورة) وهو يشمر بنطاله (خائضا) في مياه الأمطار والسيول مع أهالي أم بدة أو أهالي شرق النيل. يحسب للوالي ذلك.. إذ يعتبر ذلك (صمودا) من الوالي وثباتا ألا يغذي مواقع التواصل الاجتماعي بـ(سيلفي) تفاعله مع مواطني ولايته. فقد كان يفقع مرارتنا ذلك المشهد الذي نشاهد فيه (الوالي) خائضا مع الخائضين، وكأن كل الذي يمكن أن يقدمه للمتضررين هو أن يخوض معهم. السيد والي ولاية الخرطوم.. الرجاء إذا أردت أن تشارك المتضررين من السيول والأمطار أن تقوم بنشر صورك السابقة في الخريف الماضي. ليس هناك داع للصور الحديثة – وخريف هذا العام يفعل نفس الشيء الذي فعله خريف العام السابق. نحن في انتظار (سيلفي) سيادتكم!!. (2) ما تنفقه الحكومة من أموال ضخمة في صيانة شوارع الخرطوم ودرء آثار الأمطار والسيول والفيضانات بعد انتهاء فصل الخريف، لو أنفقته في الاستعداد للخريف وإنشاء مصاريف ومجار للمياه قبل حلول الخريف لما احتاجات الحكومة أن تنفق (مليما) في الصيانة. غير مقبول أن تكون ميزانية الصرف سنويا على طرق الخرطوم بعد الخريف متجاوزة ميزانية الاستعداد للخريف. إلّا إذا كانت هناك أطرافا مستفيدة من تلك (الصيانة). (3) رئيس المجلس القومي للدفاع المدني، الفريق عصمت عبدالرحمن، كشف في البرلمان أمس عن مصرع (76) شخصا في (13) ولاية جراء الأمطار والسيول الأخيرة بالبلاد.. (52) ماتوا غرقا.. و(8) ماتوا بسبب صعقات الكهرباء.. و(16) لانهيار منازلهم. إلى جانب (29) تعرضوا لإصابات مختلفة. وكشف وزير الداخلية عن انهيار (3206) منازل كليا، وانهيار (3048) منزلا جزئيا بولاية كسلا. إضافة إلى انهيار (1289) منزلا بولاية سنار. وانهيار (1057) منزلا كليا و(412) جزئيا بولاية الجزيرة. مثل هذه النشرة تخرج في كل خريف.. وتنافس بنفس العدد والكم في جلسات البرلمان. منذ الآن أتوقع لكم تكرار هذا العدد وتلك الأضرار في خريف العام المقبل. نحن لا نفعل شيئا سوى إعادة هذه النشرة عند حلول فصل الخريف. علما أن هذا الرصد بالتأكيد لن يكون غطى كل المتضررين.. يتوقع أن تكون النسبة ضعف التي أعلن عنها. حتى التصريحات والانفعالات نفسها.. لا جديد يذكر. يمكن إعادة هذا العمود في الخريف القادم. (4) ما يفعله صراع سلفاكير ورياك مشار في جنوب السودان وما يخلفه من ضحايا وآثار.. يفعله (الخريف) في السودان. الاختلاف الوحيد أن أبناء جنوب السودان يموتون بـ(النار) وأبناء السودان يموتون بـ(المياه). عندما نظرت لضحايا الانقلاب الفاشل في تركيا.. وما أحدثه من آثار وإغلاق واعتقالات.. قلت هذا ما فعله (الخريف) في السودان. ومن لم يمت بالسيف مات بالماء. (5) قبل الخريف.. المسؤولية تقع على وزارة واحدة في الحكومة، إذ لا تتجاوز وزارة الطرق والكباري. بعد الخريف.. تصبح وزارة الصحة ووزارة البيئة ووزارة الداخلية وحتى وزارة الخارجية بما تفرضه من تعاون دولي مع السودان، جميعهم تحت المسؤولية والمحاسبة. لماذا نوسع الدائرة.. ولا نتعامل مع الخريف قبل حلوله عبر وزارة واحدة؟. علما أن البرلمان ورئاسة الجمهورية ومجلس الوزراء.. جميعهم يتدخلون في الخريف للتعامل مع الآثار والضحايا. (6) قناة (S24) بما أنها ترفع شعار (بلد في شاشة) عليها هذه الأيام أن تقوم بنقل حي ومباشر لهطول الأمطار وحركة السيول والفيضانات. البلد (غرقانة).. لذلك فإن برمجة (S24) سوف تكون برمجة (مائية) جدا.. أو على الأقل برمجة (برمائية). لذا فهي قناة برمائية. (7) بعد هذا الخريف اكتشفت أن هناك خطئا هندسيا وجغرافيا كبيرا في كوبري المك نمر. الكوبري بدلا من أن يكون على (النيل الأزرق) – كان يفترض أن يكون في شارع بشير النفيدي (الستين سابقا). كذلك أخطأت الولاية بالاستثمار في (بص الوالي) – الاستثمار كان يفترض أن يكون في (مركب الوالي) بدلا من بصه. (8) التلفزيون القومي يعتقد أن مجابهة الفيضانات يمكن أن يكون عبر (عجبوني الليلة جوا ترسوا البحر رجعوا). بعد النهضة العلمية الكبيرة والتقدم الواضح في التكنلوجيا، مازلنا نترس النيل بـ(عجبوني الليلة جوا ترسوا البحر رجعوا). (يعني لو ما جوا الناس تغرق).

Exit mobile version