بعد الكثير من الوزارات التي تقلدها عبدالرحيم ما الذي يأتي به واليا على الخرطوم؟

نعمة الامطار التي تحولت الي نغمة ….
صورة الوالي وهو يخوض في الماء مع حاشيته لم تتغير منذ ان جاءت الانقاذ الى اليوم ، ففي كل خريف نرتقب الصورة الجديدة للوالي الجديد ، والذي ربما يستعد قبل موسم الخريف بتجهيز الملابس التي يرتديها ويتصور بها في ذلك اليوم ، لتنطلق الصحف في اليوم التالي تتزين صفحاتها الاولي بصوره وهو وسط الجماهير يعيش محنتهم ، ويتوجع لآلامهم …

كان يمكننا ان نكبر ونهلل لصورة الوالي وهو يخوض في البرك والمجاري ، لو كانت هي الصورة الاولي التي نطالعها ، وبأعتبار اننا لم نتأثر بمياه الامطار الا هذا الخريف فقط … لكن من الغباء ان تحمل لنا الصحف او الوسائط نفس الصورة للوالي وهو يخوض في مياه الامطار بعد سبعة وعشرين عاما ، هي عمر الانقاذ الجاثمة علي صدورنا … و داخل اطار نفس الصورة راينا من قبل ، يوسف عبدالفتاح ، وراينا فيها المرحوم مجذوب الخليفة ، وكذلك المتعافي ومرورا بالخضر ثم حاليا عبدالرحيم حسين وسبقهم اخرون لا اتذكرهم الان . …

كل هؤلاء لم يفعلوا شيئا حيال مياه الامطار سوي الخوض في مياهه والتقاط الصور ونشرها والتصريحات الفجة باستعدادهم لمواجهة اثار الخريف ..

ماذا يستفيد المواطن من خوض الوالي في مياه الامطار ؟؟؟ بالتأكيد الاجابة هي لا شئ … انها فقط امور الاستهبال والفهلوة التي تمارسها علينا هذه العصبة منذ ان جاءت وحتي اليوم ، وللاسف يجدون من يصفق لهم …

بالله عليكم ، بعد الكثير من الوزارات التي تقلدها عبدالرحيم محمد حسين منذ مجيئ الانقاذ وحتي اليوم ، ما الذي يأتي به واليا علي ولاية الخرطوم ؟؟؟
هل عقمت حواء السودانية من انجاب وجوه جديدة خلال اكثر من ربع قرن من الزمان ، فقط نفس الاشخاص يتحركون كلعب الشطرنج من وزارة الي ولاية ومن وزارة الي سفارة ، ودواليك ….

نحن نحتاج لولاة يكونو اداريين اذكياء ، يعرفون ان الامطار والفيضانات هي مواسم متداولة كل عام ، ويعملون باجتهاد حقيقي وتخطيط علمي علي علي درء الاثار الكارثية التي تترتب عليها في كل موسم …
بالتأكيد في كل ولاية هنالك وزارة تسمي التخطيط العمراني ، فلماذا لا يعينون في هذه الوزارات مهندسين يعرفون عملهم جيدا ، بدلا عن هؤلاء العاطلين عن كل موهبة ، والذين لا يستطيعون ان يخططوا لكيفية تصريف مباه الامطار ليحموا المواطن من اثارها السالبة …
لا تقولوا اسباب هذه المياه الراكدة وعدم وجود مجاري لصرف المياه هو قلة الامكانيات …. فبلد فقيرة مثل يوغندا لا تملك عشر امكانياتنا لا تري فيها مسئولا او مواطنا يخوض في مياه الامطار بالرغم من انها تهطل علي مدار عشرة اشهر في العام الواحد … ولا تري بركا للمياه ، ولا تري قري او منازل تغرق ، ولا سيارات متعطلة بسبب المياه …. فقط تري عمالا يعملون بكل جدية ومسئولية ، يصينون ويرممون مجاري الامطار علي مدار السنة … ، عشت في تلك البلاد ما يقارب العشرة سنوات ولم اسمع او اقرأ تصريحا بجاهزية المسئولين لاسقبال الخريف ، انما نري ذلك ونحسه احساسا ، حيث يمكنك ان تخرج وانت تنتعل (سفنجة ) بعد هطول الامطار بأي كمية ، ومهما استمر زمن هطولها ……
احيانا تستمر الامطار لأكثر من عشر ساعات متتالية ، لكنها لا تؤثر في سير الحياة ولا تمنع الناس من الحركة لقضاء حوائجهم او الذهاب الي اعمالهم ، ولا تشل الحياة كما تفعل عندنا في السودان … وكل ذلك يرجع للتخطيط السليم والمتابعة المستمرة في التنفيذ …..
كم من الارواح والممتلكات فقدناها جراء هذه الاخطاء الادارية القاتلة ، والتي لا يريد مسئولينا حتي الاعتراف بها ناهيك من العمل علي علاجها بوضع الرجل المناسب في المكان المناسب ….
سنحتاج الي سنوات بعد ذهاب الانقاذ ، فقط لبناء و توزيع شبكات صرف صحي ومجاري لمياه الامطار ، وسندفع الكثير من الاموال لانجاز ذلك ، لكن ماذا عن السنوات التي اهدرت الزمن الذي ضاع ، والاموال التي تم التسافه بها دون اي انجاز يذكر ….
اذن كم من السنين والاموال سنحتاج لاعادة سودانير والسكة حديد ومشروع الجزيرة والنقل النهري وووووو بل كم سنحناج لاستعادة السودااااااااان ….
ستستمر الامطار في الهطول ومياه النيل في الفيضان ، وستتواصل الكوارث و الخسائر دون علاج ، ما دامت نفس العقول هي التي تحكمنا وتتحكم في مصائرنا .

سالم الأمين

Exit mobile version