مالك عقار .. متمرد نصفه بالداخل

في العام 1984م تأبط مالك عقار بندقيته واتجه صوب الحركة الشعبية بقيادة جون قرنق، والتي ترقى فيها من جندي حتى وصل رتبة الفريق بعد تدريبات نالها فيما بعد بكل من كوبا وكوريا، بالإضافة إلى الولايات المتحدة الأمريكية، وبعد هذه الفترة الطويلة من حمل السلاح يبدو أن عقار تأبط دفاتره ليتجه بها إلى العاصمة الأثيوبية أديس أبابا، رئيساً لوفد الحركة الشعبية المفاوض ويوقع على خارطة الطريق التي قدمها الوسيط الأفريقي ثامبو أمبيكي ووقعت عليها الحكومة السودانية.

ختمي متمرد
مالك الذي احتفظ في حقيبته بثلاث وثائق زواج.. وله ثلاثة أبناء وبنتان، قال عنه محمد المعتصم حاكم القيادي الاتحادي إنه سليل أسرة ختمية، وأن جده وأباه خلفاء بالطريقة، مضيفاً أنه وعند وفاة مولانا أحمد الميرغني كان عقار ضمن المشيعين، وعندما سأله مراسل إحدى القنوات عن صفته التي أتى بها، إن كان كوالٍ أم كقيادي له علاقة بأسرة الميرغني، قال له إنه أتى كختمي.

رجل نصفه بالداخل
عقار الذي حارب الحكومة قبل وبعد اتفاقية السلام لم يغادر البلاد بكل أسرته، بل ترك أحد أبناءه بالداخل بجانب إحدى بناته التي تعمل حالياً كضابطة بالشرطة السودانية، شأنه شأن كثير من قيادات المعارضة الذين ناصبوا النظام العداء من الخارج، فيما بقيت أسرهم بالداخل.. ولما كانت زوجته الأولى قد توفيت غادرت معه زوجتاه واثنان من الأبناء وبنت حيث كانت إحداهن من جنوب السودان وذات أصول شمالية فيما كانت الأخرى من مدينة الحصاحيصا بولاية الجزيرة.

عقار الوحدوي:
(مالك عقار توجهاته وحدوية) بهذه العبارات تفوه حاكم وهو يتحدث لآخرلحظة عن جوانب من تجربته في صفوف الحركة، وأردف لم أشعر يوماً من الأيام بأنه يعبر عن الانفصال، وأنه حزن غاية الحزن عندما انفصل جنوب السودان، مضيفاً أن عقار قارىء من الطراز الأول.. ومهتم جداً بالثقافة، الأمر الذي دفعه لإنشاء مركز عقار الثقافي والذي حوى فى رفوفه 3000 مرجع ثقافي وعلمي بجانب مركز لتعليم اللغات.

انقلاب هجو:
عقارعندما تسلم منصب الوالي بولاية النيل الأزرق استعان بالقيادي الاتحادي التوم هجو كوزير للشؤون الدينية، ولما مضت الأيام ودارت أتى التوم ذاته قبل أيام ليصدر بياناً بصفته مسؤول الإعلام بالجبهة الثورية، يعلن فيه تنصيب جبريل إبراهيم رئيس حركة العدل والمساواة رئيساً للجبهة خلفاً لعقار الذي انتهت فترته وفقاً للبيان، وبحسب محمد المعتصم فإن هجو عين من قبل مالك لأنه من المنطقة، وله قاعدة جماهيرية هناك، وتابع أن الحزب الاتحادي لم يكن راضٍ عن ذلك التعيين.

اعتزاز بالإسلام.
أنا مسلم وأعتز بإسلامى « هذه الكلمات التي قالها رئيس الحركة الشعبية قطاع الشمال في العام2011 في مؤتمر صحفي بمقر القطاع بأركويت في معرض حديثه الذي خصصه لإرهاصات الحرب، ومازالت موجودة في أشرطة كاميرات التصوير التي سجلت حينها تحذيره من وجود قيادات قال إنهم « يضربون الصفيح « لإشعال حرب جديدة، وبالرغم من أنه لم يتحرك عسكرياً عندما تجدد القتال بين الحكومة والحركة الشعبية بجنوب كردفان في السادس من يونيو من ذات العام، إلا أنه لحق برفاقه الحلو وجقود مكوار بعد أن انطلقت الشرارة بمدينة الدمازين، بينما كان هو خارج عاصمة الولاية في طريقه إلى الكرمك.

تجربة في الإنقاذ:
رئيس الحركة قطاع الشمال آنذاك تم تعيينه وزيراً للاستثمار في حكومة مابعد اتفاقية نيفاشا ضمن حصة الحركة الشعبية في السلطة، ولكنه ترك الوزارة ليتجه إلى ولاية النيل الأزرق والياً لها بعد أن آلت سلطتها للحركة وفقاً للاتفاق المبرم مع المؤتمر الوطني، لتستمر فترة حكمه بعد الانتخابات التي أجريت في العام 2005م والتي فاز فيها على منافسه من الوطني فرح عقار.

إنسانية إير:
الذي تسلم رئاسة الجبهة الثورية 2012 وغادرها ببيان التوم هجو الذي لم يعترف به خلال هذا الشهر وصفه مستشاره الإعلامى السابق النذير إبراهيم بأنه « إنسانية تمشي على قدمين « وقال النذير الذي تحدث للصحيفة إن مالك عقار اشتهر بالكرم واللطف بجانب الاجتماعيات ، مردفاً أنه وعقب انطلاقة شرارة الحرب اتصل على النائب الأول لرئيس الجمهورية وقتها على عثمان وقال له إنه لاعلاقة له بالذي جرى من تجدد للحرب، ولم يعط الأوامر بذلك، وأضاف إبراهيم أن مالك لم يمل للتصريحات العدائية والمهاترات الإعلامية، وكان من المتعقلين في الحديث.

من التدريس للتمرد:
مالك عقار بدأ تعليمه الابتدائي بمدرسة الكرمك، ثم درس المتوسطة بالروصيرص، وانتقل لدراسة المساق التجاري بالخرطوم، وعمل بعدها معلماً بالمرحلة الابتدائية في النيل الأزرق ثم أمين مخازن بشركة إيطالية كانت تعمل في الولاية، ومنها خرج وانضم للحركة الشعبية وتحصل على درجة الماجستير في الإدارة بجامعة في الخارج.

رسمه: لؤي عبدالرحمن
صحيفة آخر لحظة

Exit mobile version