المفاوضات.. تصميم (غربي) !

كما توقعت هنا بالأمس، لا تسير المفاوضات بين الحكومة والحركة الشعبية – شمال بالصورة المطلوبة، وبما يتناسب مع مستوى الآمال والتطلعات والأماني التي تعلقت بحاضرة الأحباش عقب التوقيع على (خارطة الطريق).
هو بالتأكيد طريق طويل ووعر، ليس لأن الموضوعات معقدة وشائكة، أبداً .. فالقضايا المطروحة للنقاش معلومة ومفهومة، وهناك سوابق كثيرة في تاريخ اتفاقيات السلام بين الحكومات والمتمردين في العالم، وكذلك في السودان، رغم التشوهات التي صاحبت تجربتنا وأدت إلى تقسيم بلدنا إلى بلدين، وبالتالي تحتاج من الطرفين إلى وعي وإدراك ومراجعة أمينة إذا صدقت النوايا.
هي بلا شك مفاوضات مصممة (غربيا) على فكرة التطويل والتعقيد، والصعود والهبوط، والانفتاح والإغلاق، وصولاً إلى ( الخلخلة) و(التفكيك) ، وقبل ذلك (تنويم) مؤسسات الدولة السياسية والأمنية والعسكرية، بانتظار الفرج القادم من ” أديس ” بعد جولات وجولات، ورحلات ماكوكية وملاحقات ماراثونية ، ووعود ومغريات ، وعصي وجزرات!!
ولذا فإن الواجب أن تنتبه قيادة الدولة للشرك المنصوب أمامها، ولا تلقي بكل ثقلها وآمالها على مشروع (استنزافي) جديد، إن نجح فيه (مقالب) ، وإن فشل بعد طول استغراق وإهدار طاقات فيه من الإحباط أرتال تقعد بالدولة وبرامجها وخططها السياسية والاقتصادية والأمنية.
يا سادتي .. لا يلدغ المؤمن من جحر مرتين.
جمعة مباركة

Exit mobile version