داليا الياس: فتيات من أسر مقتدرة على قدر وافر من الجمال إما داعرات أو مدمنات على المخدرات

‏قالت‬ لى وهى تفرك يديها فى إرتباك واضح: لقد أصبح مجتمعنا الجامعى مخيفاً!!!وربما مدهشا!!….فما يأتى به الأولاد والبنات بين جدرانها وعلى مقاعدها الدراسيه من مسالك يشيب له الولدان…والمشكله الحقيقيه أن الحلقه تضيق من حولك مهما كنت مختلفاً وبريئاً…والبئه المحيطه بك لابد أن تؤثر فيك بشكل أو بآخر. وبقايا ضميرى تؤنبنى على أننى لم أصن عهداً قطعته لوالدى وهو يودعنى أمام (الباص) الذى حملنى الى الخرطوم منذ سنتين…لأترك ورائى عالماً من الطيبه والبساطه فى قريتى الوادعه…وأرتمى فى أحضان هذه المدينه الغريبه المتنازعه مابين الحضاره والوقاحه والتخلف والفقر والفساد!!

أحياناً أشعر بالشفقه على هذه العاصمه وسكانها….فقد فقدوا هويتهم وضاعت ملامحهم الإنسانيه مابين الزحام والقلق والصبر.

تكابد الخرطوم الآن الأمرين….بين الفئات المغلوبه الكادحه التى لا تزال تتشبث ببعض النبل والجمال بأعماقها. وبين البرجوازيون رأس الفتنه الذين أيقظوا غول الإنحراف وذهب ماء وجوههم ويعانون فعلياً من (أزمة خجل ) حاده تكاد تودى بكل ما كنا عليه من إلتزام وأخلاق حميده وتقوى!!

‫#‏الكثير‬ من الفتيات الآن يمارسن الرذيله طائعات …لم تعد الحوجه هى الدافع الذى يبرر هذه الوسيله القبيحه التى كن يتخذنها زريعة بدعوى الكفاح والسعى لتأمين علاج أو نفقات تعليم أو توفير قوت اليوم والقيام بمسئولية أسرة ما!!

الآن…فتيات من أسر مقتدره جداً….على قدر وافر من الجمال….يحملن شهادات جامعيه عليا…يشغرن وظائف ممتازه…ولكنهن إما داعرات أو مدمنات على المخدرات بأنواعها من حبوب وبودره وحقن وسجائر مختلفة الألوان أو حتى لاصقات ومشروبات روحيه متنوعة لا أعرف كيف توفرت جميعها بهذه الكميات الكبيره والمتاحه للجميع بيسر ؟؟!!

# ترى …مالذى يدفع مثل هؤلاء الفتيات للإنزلاق فى آبار القذاره والخطيئه؟؟….ان الواحده منهن لا تحتاج لإمتهان ذلك بدافع الحوجه….ولا هن عاجزات عن إيجاد زوج يشبع رغباتهن الإنسانيه ويلبى إحتياجاتهن العاطفيه!!

وما معنى ما يقمن به من تصرفات مستفزه ومقرفه فى الشارع العام والمركبات وغيرها؟؟….الا تلاحظوا معى أن فتياتنا أصبحن وقحات و(عينن بيضاء)؟؟…. إنهن لا يتوانن عن مرافقة الشبان فى أى مكان وبمنتهى المجون والسفور…أيادى متشابكه…ضحكات خليعه…أحضان…جلسات متلاصقه وحميمه…تسكع حتى وقت متأخر من الليل…ملابس ضيقه بتصاميم غريبه…تواجد دائم داخل سيارات مظلله أو مقاهى ومطاعم معينه…و(الله يقدرك تهز راسك ساى)….حالما إستنكرت ما تراه بأى شكل من أشكال التعبير سواءاً بالرأس أو العيون فأنهن لا يذددن الا فجوراً…. ويبحلقن فيك مهددات بقرف…أما إذا أصابك مس من الجنون وفتحت فمك معلقاً أو ناصحاً فسينهال عليك حتماً سيل من الشتائم البذيئه والكلمات التى يندى لها الجبين..وهذا ما يجعلنا نسكت عن الحق ونتحول جميعاً الى مجتمع من الشواطين الخرس خشية المهانه والإحراج على شاكلة (إنتا مالك ومالى) أو (إنتا مال أهلك)؟!! وهى عباره وافده تشير الى ثقافه مجاوره يتشدقن بها مدعيات التحضر والرقى الذى يحسبنه بمقدار قدرتهن على تعطيش الجيم وتشديد التاء!!

# الوقائع تؤكد أن وراء معظم مابات عليه الشارع العام من ترهل أخلاقى ودينى مساهمة مقدرة من الطبقات الثريه بشكل أو بآخر…بالإضافه الى بعض أبناء المغتربين أصحاب الفكر المتحرر والمال الوفير والرقابه المنعدمه!!يعودون الينا بتقاليعهم وصرعاتهم واهتماماتهم وثقافاتهم المختلفه فيجرفون اولئك المساكين اصحاب التجارب المتواضعه المتطلعون بأنبهار الى طيبات الدنيا ونعمها…وحالما توفر لديهم ضعف الوازع لا تجدهم الا وهم منقادون وراء أولئك (الشفوت) بحيث لا يرون فى الدنياسواهم….ويشعرون فجأه بتغيير نمط حياتهم المتواضعه والتمرد عليها دون خوف أو خجل متجاهلين أنهم أمل الغد ورجال المستقبل …ولكن سرعان ما تتحول (أزمة الخجل ) تلك الى (حالة ندم) حيث لا ينفع –فعلياً –الندم..!

# تلويح:
ماخالط الحياء شئ الا زانه

بقلم
داليا الياس

Exit mobile version