سلفونا محمد بن راشد سنة واحدة

اين نحن من هؤلاء
اذكر ذات مرة كتب الاستاذ المهندس عثمان ميرغني في عموده بما معناه (سلفونا محمد بن راشد سنة واحدة)
عنوان مستفز لنا كسودانيين ولكن يدل على الحال الذي وصل اليه مسئولينا وعدم ثقة الناس فيهم بسبب طيشهم وتصرفاتهم في شئون البلاد التي اوصلتها الى الحالة التي نعيش فيها الان.

بالامس وقفت على حالتين اردت ان اعكسهما هنا لنرى كيف تهتم الدول بمواطنيها وكيف ان المسئولين فيها وهم على قمة الهرم يتابعون بدقة ما يدور في اضابير مكاتبها ليطمئوا على حال البلاد وكيف تؤخذ القرارات سريعا تجاه المقصرين والمتسيبين.
شخص يتاخر من العمل يحال الى المعاش بينما نحن يسرق فيرقى الى منصب اعلى ويتصدى له المسئولين دفاعا عن شرفه واي شرف هذا شرف السرقة.

انتشر فيديو في كل مواقع التواصل الاجتماعي حاكم دبي الشيخ محمد بن راشد وهو يزور بلديات دبي في صباح باكر ليقف على حضور الموظفين والمسئولين فلاحظ ان هناك بعض المسئولين في هذه البلديات لم يحضروا الى مكاتبهم في الزمن المحدد لهم فاصدر قراراته في اليوم الثاني باحالة ثماينة منهم الى المعاش وقام بحملة تنقلات لعدد منهم.

الامر الثاني امس كنا في اجتماع مع سعادة السفير القطري في البحرين الشيخ جاسم بن محمد آل ثاني كانت كل توجيهاته تركز على المواطن القطري وضرورة ان يكون هناك اهتمام به وان يستضاف في السفارة وتقدم له القهوة ويجد التعامل الراقي لأنه الجميع هنا في خدمة المواطن لذلك يجب ان تكون له الاولوية ويجب ان يحترم.

دبي وابو ظبي وحتى الدوحة اسهم السودانيين في اعمارها وبناءها ورقي خدماتها وخاصة ابو ظبي التي قال الراحل الشيخ زايد لكمال حمزة عندما جاء به رئيس لبلدية ابو ظبي (يا كمال ابغى ابو ظبي تصير مثل الخرطوم).

تلك بلدان تقدس مواطنيها تضعهم في الاولويات ولها الحق في ذلك وهم يعتبرون انفسهم خدام للمواطن وقد سمعت هذا الكلام كثيرا من مسئولين كبار في دول الخليج وعلى راسهم سمو رئيس وزراء البحرين.
المواطن اولا وهو صاحب الحق وهو صاحب الثروة يسعى الجميع لارضاءه لذلك نجد ان انسان تلك البلدان بدأوا يتقدموا في مجال العلم والبحوث والمؤتمرات وكل يوم يتعلمون درسا جديدا في الحياة.

لكن ماذا عنا نحن في السودان بعد ان كانت خدمتنا المدنية يشار اليها بالبنان وكنا متقدمين في كل ميادين المعرفة والعمل اصبحنا للاسف متخلفين في كل شئ واصبحت بلادنا مرتعا لانصاف المواهب وانصاف المسئولين يعيثون في الارض فسادا ينظرون الى العمل من خلال فتحة جيوبهم فعطلوا عقولهم وعطلوا مصالح العباد ومصالح البلاد.

أناس نكرات لا تاريخ لهم ولا معرفة جثموا على صدر البلد فكتموا انفاسها وذبحوها من الوريد الى الوريد فصار السودان بلد ميتة بلد منكوبة منهوبة كل يوم نرجع الى الخلف تخلفا في كل الميادين في جامعاتنا في زراعتنا في بياتنا الاساسية في خدماتنا في مطاراتنا في موانينا في كل شئ لا يوجد تقدم كله بسبب السياسة الفاسدة التي تدار بها البلد.
شعار هؤلاء اللي معانا معانا واللي ما معنا يشرب من البحر بمعنى اما ان تصبح حرامي تسرق وتاكل وتسكت واما ان تكون نزيها والباب بفوت جمل او البحر يغرق امة.
لا توجد معالم حكومة في البلد كل يعمل لنفسه كل ينهب لنفسه والنزيه فيهم يترك العمل ويرحل الى خارج البلد حيث اصبحت الغربة هي الملاذ الامن لكثيرين اثروا ان يخرجوا من اجل لقمة عيش شريفة.
لماذا بلد كالسودان يمتلك عقولا وامكانيات مادية ضخمة ياتي في المؤخرة دائما من يحث التنمية وفي المقدمة من حيث الفساد والسرقة وعدم الشفافية. لماذا نحن دون شعوب العالم ننعم بالامن ولكن لا ننعم بالتنمية كل الدول المتخلفة كانت بسبب الحروب في كل بقاعها نعم نحن جربنا الحروب ولكنها في مناطق محدودة اثرت الى حد ما في اقتصادنا ولكن ليست بهذه الدرجة المهلكة ليست بهذه الدرجة المؤلمة.
وصل الدولار الى 17 الف ا لا قليلا وتبجحت الانقاد في ايامها وقالت كان سوف يصل 2 الف وارتفعت الاسعار الى حد الجنون واصبح وانت خارج من المنزل لا بد ان تاخذ معك 1000 جنيه لكي تاتي بالخبز والخضار دون طوارئ.

كل من ياتي من السودان يقول لنا ان البلد لا توجد فيها حكومة كل المظاهر الخارجية توحي لك بعدم وجود حكومة فقط صرنا نسمع بالحكومة في مسائل الفساد والافساد يقولون ان المسئول الحكومي سرق كذا ومتهم بكذا واختفت اخبار ان المسئول الفلاني انجز كده وللاسف ان كل المسئولين في دائرة الاتهام كلهم دون فرز الا من رحم ربي لماذا كل هذا العبث بمقدرات البلاد وامكانياتها لماذا يترك الحبل على القارب لانصاف المواهب وانصاف المسئولين ليعبثوا ببلادنا وبخيراتها وينهبوها يبنوها شقق في مصر وماليزيا وتركيا وما يحيرني اخبار انصاف الموظفين الذي ياتون بفرش منازلهم بكونترات من الصين هذا الامر اصبح عاديا في السودان موظف في الوضع الطبيعي لا يسوى حارس بوابة ياتي في زمن الغفلة هذا ليتمدد طولا عرضا في ارضنا المنكوبة فيلا وعمارة تناطح الامنا واحزانا مفروشة من الصين.

وبلاد المليارات وبلاد النعم والبلاد التي تقبع في المقدمة اقتصاديا ومعيشيا تضغط لمحاربة الفساد وتضغط لمحاربة الاهمال وتضغط لمحاربة السرقة وتقطع ايادي العابثين بالبلاد وامنها المجتمعي تمتلك رصيدا هائلا من المكانة والسمعة الطيبة ولو جلسوا على خزائهم هذه عشرات السنين لعاشوا امنين لكن رغم ذلك يهرولون بحثا عن الافضل يضربون على الصخر لينافسوا وليثبوا على مكانتهم ويتقدموا اكثر.

لكن نحن للاسف لا زلنا رغم سوء الحال نتنافس لنكون الاسوأ نسرق لنكون الأول على قائمة الدول المنكوبة من ابناءها.
قسما لو ان كل الخير الموجود الان في السودان سخر للتنمية وللانسان لتقدمنا كثيرا ولكن للاسف بينما الجميع يتقدم ذراعا نحن نتاخر اذرع واصبحنا مضرب مثل في الكسل وفي السرقة وفي العنجهية في التعامل مع الاخرين كثيرون ياتون لبلدانا من خلال ما قرأوها عنا ولكنهم يعودون سريعا عندما يصطدمون بالواقع وقاع مزرئ رغم تعاستنا تجد المسئول يبحث عن مصلحته اولا ثم مصلحة رفاقه ثم مصلحة اولاده ويسقط الوطن وتضيع سمعته وهيبته ويخرج المستثمر دون ان يستفيد احد كثيرين هربوا من بلادنا لهذه الاسباب.

سبحان الله يمكن لموظف صغير ان يعطل مشروع استثماري كبير يخدم الاف المواطنين لانه المستثمر لم يتفاهم معه (والمفاهمة هذه بثمنها) يعاكسه ويعرقل له كل اجراءاته ويخرج المستثمر ويخسر الوطن ويخسر المواطن وتنتفخ اودعاج ذاك الجاهل الغبي ويذهب يتفاخر ويتفاجر جهلا وغباءا بانه ادب ذلك الاجنبي او الغريب ورفض له وهو لا يعلم بانه ادب شعب كامل وادب وطن كامل واساء لسمعتنا ولوطننا ولكنهم انصاف الموظفين وانصاف المسئولين الجاهلين فاقدي التربية الوطنية.
والله اني حزين فانا احب هذا الوطن المنكوب والعن ابو الغربة يوميا افكر في العودة ولكن للاسف ان ما يدور في وطني يجعلني اتردد كثيرا في العودة وطلبات الاصدقاء وسيرهم الذاتية التي تاتيني افواجا يوميا تجلعني اعيد النظر في قراراتي اليومية
وطن يهرب اصحاب الكفاءات منه واقسم لو فتحت دول الخليج واوربا ابوابها للسودانيين ليدخلوها امنين لما بقى في السودان غير اللصوص والحرامية الذين نهبوا البلد وافقروها.

واستغرب من هؤلاء انهم يرفعون شعار الاسلام ثم يسرقون ويحللون نسوا الله فانساهم انفسهم ويزين لهم الشيطان اعمالهم الشريرة يرونها حقا وعدلا ولكن ساتي يوم يرجعون فيه الى الله وتوفي كل نفس بما عملت عندما مليك مقتدر وحينها لن ينفع الندم.

واكف المظلومين والدعوات التي ترفع كل صباح ومساء لن تضيع هدرا باذن الله نسال الله ان يولي من يصلح وان يصلح حال بلادنا وعبادنا.

بقلم
ابراهيم ارقي

Exit mobile version