سيد خليفة سفير الأغنية السودانية.. لازال العرب والأفارقة يرددون معه «المامبو» و«ازيكم»

اكتسب الفنان سيد خليفة، شهرة كبيرة خارج السودان خاصة في منطقة الشرق الأوسط و شرق افريقيا ويكاد يكون اكثر الفنانين السودانيين شهرة في الوطن العربي وافريقيا ولا يذكر الفن السوداني خارج السودان الا وذكرت اغنية «المامبو السوداني» او «ازيكم كيفنكم». وقد قدم الفنان ألواناً جديدة في الموسيقى السودانية تمثلت في انماط موسيقى السامبا الأمريكية اللاتينية.
ولد سيد خليفة في عام 1931 م، في قرية الدبيبة ، واسمه بالكامل هو سيد محمد الخليفة الأمين. ونشأ في بيئة دينية تعني بالإنشاد الديني و المدائح النبوية فقد كان أبوه مادحاً للرسول «صلى الله عليه وسلم».
في عام 1951 م أرسله والده إلى مصر ليدرس العلوم الدينية في الأزهر الشريف بالقاهرة ولكنه آثر دراسة الموسيقى بمعهد فؤاد الأول للموسيقى ثم المعهد العالي للموسيقى العربية في القاهرة وتخرج فيه عام 1958 م .
يقول سيد خليفة عن تلك الفترة: «شهرتي الفنية في مصر سبقت شهرتي في السودان، وعندما عدت إلى الخرطوم وأردت الغناء من اذاعة أم درمان، فإن مدير الإذاعة السودانية آنذاك متولي عيد طلب اتباع إجراءات إجازة الأصوات الجديدة، وقد خضعت لها بدون تردد، ونجحت وهنأني مدير الإذاعة السودانية وبعدها سُمح لي بالغناء، ولكن كانت هناك خطوة أخرى هامة وهي الجمهور السوداني، فبدون انتزاع تصفيقه واعجابه فلا شهادة اعتراف».
ووفقاً له فإن الجمهور السوداني الذي اعتاد على اصوات فنانين كبار كأحمد المصطفى و إبراهيم الكاشف و حسن عطية، لا يبدي إعجابه بسهولة. يقول سيد خليفة «عندما لاحظ الفنان أحمد المصطفى، وهو صديقي وقريبي، قلقي أخذ في تشجيعي وتأكيد قناعته بأني أملك الموهبة والصوت والحضور، ولا بد من الثبات أمام الجمهور لتحقيق النجاح وقد كان ذلك والحمد لله».
من أغانيه الوطنية « يا وطني يا بلد أحبابي» و «الخرطوم» . وغنى للرئيس جعفر نميري عندما كان هذا الأخير يتمتع بشعبية أغنية «شدولك ركب فوق مهرك الجماح» و «بالملايين قلناها نعم»
كان سيد خليفة يلحن أغانيه ويضع موسيقاها بنفسه ولكنه تعامل أيضاً مع عدد من الملحنين والموسيقيين السودانيين منهم إسماعيل عبد المعين و برعي محمد دفع الله و بشير عباس و علي مكي. واستخدم ايقاع السيرة كما في أغنية «نانا» وهي أغنية غزلية راقصة. وعرف أيضا بإظهار تفاعله مع أغانيه أثناء الأداء، فيبدي الحزن أو السرور في قسمات وجهه تبعا لمسار الأغنية و اشتهر أيضاً بحركاته الراقصة والعفوية أثناء ادائه الغنائي.
كذلك درج سيد خليفة على جذب الجمهور خارج السودان من خلال استخدام اللغات المحلية عند أداء بعض أغنياته وعادة ما يستهل حفلاته بأغنية «أزايكم كيفنكم»… «يا ناس أنا ما غريب أنا منكم» ويترجم بعض مقاطعها. ففي منطقة الخليج يقول: «إزيكم..إيش لونكم» وفي أديس أبابا يقول «إندمن نانتشو» باللغة الأمهرية. كما كان يردد باللغة ذاتها أغنيات محلية مثل «ألمازمي ندالو».
وكان يختم حفلاته بأغنية يطلب من الجميع ترديدها معه وهي ، «أفارقكم ما أفارقكم.. أودعكم.. لا ما بودعكم» ويظل يكررها بصوت حزين.
في مصر قدم سيد خليفة نفسه من خلال برنامج ركن السودان بالإذاعة المصرية. واشاد بفنه آنذاك فنانون مصريون كبار مثل أم كلثوم و محمد عبدالوهاب و عبدالحليم حافظ.
كما حظي سيد خليفة بشعبية كبيرة في منطقة القرن الافريقي وردد المغنون المحليون في إثيوبيا و إريتريا و الصومال و جيبوتي أغانيه
زار سيد خليفة عددا من بلدان أوروبا وأمريكا الشمالية فغنى في مسارح بريطانيا و ألمانيا وفرنسا و الولايات المتحدة الأمريكية.
وآخر حفل عام غنى فيه كان ضمن منشط خيري في أبوظبي بفندق المريديان أواخر مايو 2001 م لصالح جمعية المرأة السودانية.
المامبو سوداني هو عنوان لأكثر أغاني سيد خليفة شهرة خارج السودان. وعن الاغنية نشرت منتديات العيلفون الالكترونية وصحيفة سودانايل الالكترونية رواية حكاها قبل الرحيل قائلاً: «لقد شاهدت فيلماً إيطالياً كانت نجمته الممثلة الإيطالية سلفانا مانجو، وحصلت على الشريط الموسيقي للفيلم واستمعت إليه حتى اختمر في خاطري لحناً وايقاعاً، وظلت هذه الإيقاعات تموج في داخلي فلجأت إلى الشاعر السوداني عبد المنعم عبد الحي، واسمعته الموسيقى الصاخبة للفيلم الإيطالي ثم ارهاصات اللحن الذي أخذ يموج في داخلي، وتجاوب معي عبد المنعم على الفور حيث صاغ كلمات المامبو ده سوداني. واستطعت بالايقاعات الساخنة وسهولة الكلمات وحيويتها وسرعة التقاطها وتداولها أن أحولها إلى أغنية تتردد على كل الشفاه عربية كانت أم أوروبية».

الصحافة

Exit mobile version