4 فيروسات تثير قلق العلماء.. هل يكون أحدهم «زيكا» القادم؟

يقوم الباحثون في علم الفيروسات بدراسة العديد من الفيروسات الغامضة، التي يمكن أن تنتقل إلى الإنسان عن طريق الحشرات، لكن ثمّة أربعة فيروسات تثير قلق العلماء، ويتوقعون انتشارهم على نطاق واسع. في هذا التقرير الذي نشرته مجلة «ساينتفيك أمريكان»، تحدثت الكاتبة مارتا زاراسكا عن هذه الفيروسات الأربعة، وأسباب اهتمام العلماء بهم بالتحديد.
فيروس مايارو «MAYARO»

يتسبب فيروس مايارو في الإصابة بمرض لا يمكن تمييزه سريريًا عن فيروس شيكونغونيا، إذ يتشابهان في أعراض مثل الحمى والارتعاش وظهور طفح جلدي وآلام المفاصل قد تستمر لأكثر من عام. من المهم للغاية تحديد الفيروس المنتشر في الجسم، لأن اللقاحات المستخدمة للوقاية من مايارو وشيكونغونيا والأدوية المستخدمة لعلاجهما –والتي لم تكتشف حتى الآن- ستختلف تبعًا لنوع الفيروس.

التشابه مع شيكونغونيا قد يكون هو السبب أيضًا في التوقعات بانتشار فيروس مايارو. كل من شيكونغونيا ومايارو انتقل في بدايته عن طريق بعوض الغابات، ثم تكيف فيروس شيكونغونيا بعد ذلك على الانتقال عن طريق البعوض في المناطق الحضرية مثل الزاعجة المصرية «Aedes aegypti» والزاعجة المنقطة بالأبيض «Aedes albopictus» إذ تخطى عدد الحالات المؤكد إصابتها بالمرض في الأمريكتين فقط في سبتمبر (أيلول) الماضي المائة ألف حالة. قد يحدث مِثل هذا التكيف مع مايارو أيضًا، فقد أُثبِت في التجارب المعملية أن الزاعجة المصرية والزاعجة المنقطة بالأبيض ناقلات محتملة لمايارو. بالإضافة إلى ذلك، وُجدِت حالات مصابة بالفيروس في السنوات الماضية في مدن برازيلية بعيدة عن الغابات. في سبتمبر(أيلول) الماضي، اكتُشِف الفيروس في هايتي، مما يعتبر مؤشرًا على تكيف الفيروس للانتشار في المناطق الحضرية. يقول سكوت ويفر، العالم المختص في الفيروسات بجامعة تكساس «من الممكن أن تكون السلالة المناسبة قد انتشرت في تلك المنطقة، ومن الممكن أن يكون الفيروس قد تكيف لينتقل في المناطق الحضرية بشكل أسهل».
حمى الوادي المتصدع «RIFT VALLEY FEVE»

لا يشعر المصابون بحمى الوادي المتصدع سوى ببعض الحمى والارتعاش، لكن من الممكن أن تتطور إلى مرض نزفي يرافقه نزيف غير طبيعي، أو تتطور إلى التهاب في الدماغ. ما يقرب من نصف الإصابات بمرض الوادي المتصدع النزفي تكون مميتة، ولا يوجد علاج له، بحسب تقرير «ساينتفيك أمريكان».

منذ اكتشافه في كينيا في أوائل القرن العشرين، لم ينتشر فيروس الوادي المتصدع سوى في أفريقيا، لكنه انتقل إلى شبه الجزيرة العربية في عام 2000. بحلول عام 2014، شهدنا العديد من حالات تفشي الفيروس مما تسبب في إصابة عشرات الآلاف من البشر، ونفوق الملايين من الماشية. في السنوات الأخيرة، ارتفعت نسبة المصابين بمرض نزفي بعد الإصابة بالحمى، إذ وصلت إلى 10% بعد أن كانت 1% فقط في السابق. يقول برايان بيرد عالم الفيروسات بكلية الطب البيطري في جامعة كاليفورنيا ديفيز «الأمر لا يزال غير مؤكد ما إذا كان الفيروس يتحور من خلال طفرات ليصبح أكثر خبثًا، أو أننا فقط أفضل في اكتشاف حالات خطيرة داخل أفريقيا».

تقول الكاتبة إن المشكلة في حمى الوادي المتصدع تكمن في أنها يمكن أن تنتقل عن طريق أكثر من 30 نوعًا من البعوض، كما يصيب المرض كل من الحيوانات البرية والمستأنسة. يقول بيرد «إن توافر الماشية الضعيفة مناعيًا في أمريكا الشمالية وأوروبا يمكن أن يكون من أهم عوامل استمرار المرض، وإذا انتقل الفيروس إليهما سيكون التأثير على صحة الحيوانات والاقتصاد عميقًا».

يمكن أن ينتقل الفيروس إلى أمريكا الشمالية عن طريق البعوض الحامل للفيروس المنتقل على متن الطائرات أو السفن، لكن لحسن الحظ، فإن العمل على إنتاج لقاح ضد الفيروس وصل إلى مرحلة متقدمة.
حمى القرم- الكونغو النزفية «CRIMEAN–CONGO HEMORRHAGIC FEVER»

تنتقل حمى القرم– الكونغو النزفية «CCHF» عن طريق حشرة القراد، وهذا يعتبر أمرًا جيدًا لأن الأمراض المنتقلة عن طريق القراد تنتشر بصورة أبطأ من الأمراض التي ينقلها البعوض. أما عن الأمر السيئ، فمعدلات الوفيات لدى المصابين بحمى القرم– الكونغو النزفية تصل إلى 40%. اكتشف هذا الفيروس في عام 1944، وانتشر من أفريقيا حتى وصل إلى الصين. في السنوات الأخيرة، ازداد انتشار الفيروس، فوصل إلى تركيا في 2002 مما أسفر عن إصابة عشرة آلاف شخص بحلول عام 2015، ووصل إلى الهند في 2011. وفي أسبانيا، تم تسجيل أول حالتين مصابتين بالفيروس في سبتمبر(أيلول) الماضي، كما أسفر الفيروس عن حالة وفاة واحدة.

يتسبب هذا المرض الفيروسي في نزيف من أي مكان في الجسم، بالإضافة إلى الحمى وظهور طفح جلدي. بالرغم من وجود عقار لعلاج الفيروس والذي يسمى ريبافيرين، إلا أنه ليس فعالًا بالشكل الكافي.
فيروس أوسوتو «USUTU»

أوتوسو هو فيروس يصيب الطيور، وينتقل عن طريق البعوض. تشبه أعراض هذا الفيروس أعراض فيروس حمى غرب النيل، مثل الصداع والحمى، كما يؤثران على الجهاز العصبي. لكن حتى الآن، معظم المصابين بفيروس أوتوسو من البشر لم تظهر عليهم أية أعراض. وفقًا لدراسة نشرتها دورية «Clinical Microbiology and Infection»، فإن 6% من الإيطاليين ممن يعيشون بالقرب من مدينة مودينا قد أصيبوا بالفيروس مؤخرًا، دون حتى أن يعلموا.

عادة ما تظهر الأعراض الخطيرة على الحالات التي تعاني من ضعف في المناعة. لكن ويفر يحذّر من التقليل من شأن هذا الفيروس، إذ يقول «فيروس أوتوسو ليس بعيدًا عمّا كان عليه فيروس غرب النيل منذ 20 عامًا، إذ بعض حالات التفشّي في شرق أوروبا، لكن الناس اعتقدوا أنه مرض غير خطير. ولأن أوتوسو يصيب الطيور، فمن الممكن أن ينتشر في أنحاء مختلفة من العالم بسهولة، تمامًا مثل فيروس غرب النيل».

تقول الكاتبة إن التغيرات المناخية تعني المزيد من الإصابات بالفيروس من الطيور، وأكثر احتمالية لإصابة البشر كذلك.

ساسة بوست

Exit mobile version