شيوعي وزيراً للمالية . . !!

1
{دور السودان مهم وضروري في وقف الحرب الدائرة بجنوب السودان منذ عامين، ولا شك أن أهم أجندة زيارة الرئيس الكيني “كينياتا” الحالية للبلاد البحث عن سبيل مشترك يجمع “الخرطوم” و”نيروبي” وصولاً إلى سلام حقيقي ومستدام في الجنوب.

{السودان ليس من مصلحته الإستراتيجية استمرار الحريق في جنوبنا الحبيب، بل على العكس فإن مسؤوليته السياسية والأخلاقية ومصلحته الاقتصادية، تحتم عليه العمل بجدية لجمع الفريقين المتحاربين، الحكومة بقيادة الرئيس “سلفاكير” والمعارضة التي يتزعمها “رياك مشار”، وإعادتهما إلى جادة طريق اتفاقية السلام الموقعة بينهما، إلى أن تبلغ الدولة محطة الانتخابات العامة.
صوت العقل والسياسة ينادينا أن نهب خفافاً لنجدة شعبنا الجريح في جنوب السودان .
2
{من السذاجة بمكان أن يطالب أحدهم، خاصة إذا كان (إسلامياً)، بتعيين قيادي (شيوعي) وزيراً للمالية، وكأنما الشيوعيون قد أوتوا دون خلق الله حكمة الاقتصاد وعلومه، وعرفوا مفاتيحه وفتحوا مغاليقه !!

{كيف يكون وزير المالية (شيوعياً) بعد أن سقطت الماركسية في “موسكو” قبل ربع قرن، وانفتح الشيوعيون “الصينيون” على عالم الاقتصاد الحر، ودخلوا زرافات ووحدانا من أبوابه الكبرى رأسماليين وكبار مساهمين في الشركات العابرة للقارات .. متعددة الجنسيات ؟!

{كل العالم الآن محكوم بنظرية الاقتصاد الحر، “الصينيون” و”الروس” صاروا اليوم رأسماليين، ولم يعد هناك مجال لإعادة إنتاج اشتراكية “كارل ماركس” البالية، وتبقت بين أيدينا فقط رسائل العدالة الاجتماعية في كتاب الله الباقي، العدالة التي لو أحسنت صناديق الزكاة والضمان الاجتماعي أعمالها وطبقتها كما هي، لما عاد بين السودانيين فقير ولا محتاج .
تعيين (شيوعي) وزيراً للمالية، لا تعدو أن تكون دعوة يائس، روج لها بائس !!

المجهر

Exit mobile version