*هذا هو الشعار المفضل لبعض مناضلي الخارج..
*ما أن تحل مصيبة على شعبنا- في الداخل- حتى يبشروننا بالخلاص..
*وخلاصهم هذا يتمثل في عبارة (خلاص قرَّبت)..
*ثم نكتشف أنهم يعنون أن (نقرِّب) نحن مما هم في مأمن منه..
*أن نخرج إلى (لهيب) الشارع بينما هم في (الطراوة)..
*أن نضحي ببعض دمائنا من أجل أن (يقتربوا) هم من تحقيق مرادهم..
*ومرادهم هو أن يخلفوا حكام اليوم بحسبانهم (مناضلين)..
*فهم- ولا أحد غيرهم – من (أعطوا لهذا الشعب معنى أن يعيش وينتصر)..
*وهم الملهمون، المنقذون، الثوريون، (الفاهمون)..
*وهم الذين تتجسد داخل كل منهم شخصية نلسون مانديلا مع فارق بسيط..
*وهو أن ذاك سُجن في الداخل، وهم سجنوا أنفسهم بالخارج..
*ويحاولون إيهامنا أنهم في سجن (هناك) حتى وإن حُف بكل ما لذ وطاب..
*فهمُّ الوطن لا يجعلهم يستسيغون طعاماً ولا (شراباً)..
*ولا يستلذون بنوم هادئ داخل غرفهم (المكندشة) حين يتذكرون حالنا هنا..
*وتمسخ عليهم عطلات (ويك اند) هي عندنا استجمام خادع..
*فإذا ما حلت بنا نائبة- من نوائب الإنقاذ الكثيرة- شجعونا على التظاهر..
*وطالبونا بألا نخشى العصي والبومبان والرصاص..
*وألهبوا حماسنا بمقالات ثورية- كالسيل الجارف- في موقع (الراكوبة)..
*بل وتمنوا أن يسقط منا شهداء لتكون دماؤهم وقوداً للثورة..
*فإن نجحت الثورة انتهت مهمتنا (لحد هنا وخلاص)..
*وأتوا هم سريعاً- على جناح اللهفة – ليكملوا لنا برنامج (الخلاص)..
*ولن يتأتى (الخلاص) إلا بأن يكونوا هم الحاكمين الجدد..
*وكل نضالهم الذي يؤهلهم لهذا كتابات أسفيرية نارية داخل غرف مخملية..
*وكتاباتهم – الآن- تكاد تنضح غضباً من الشعب..
*لماذا (يخذلهم) السودانيون- في كل مرة- ويتقاعسون عن الخروج للشارع؟..
*وهم يجهلون أنه للسبب هذا (بالذات) يرفض شعبنا التظاهر..
*صحيح أن الإنقاذ دفعت بالناس نحو حافة تجهل هي نفسها خطورتها..
*وجففت في دواخلهم آخر قطرة خوف من (آلتها)..
*وجعلتهم يكرهونها كما لم تكره شعوب الربيع العربي أنظمتها..
*ولكن الخشية فقط من البديل هو الذي (يبقي) عليها..
*فهو إما بديل استنفد كل فرصه في التجريب ولم يُقدِّر تضحيات الشعب..
*وإما بديل يتخوف الناس من (حقده الاجتماعي)..
*وإما بديل هارب من أوضاع الداخل ويريد الاستثمار فيها من الخارج..
*يريد المتاجرة في آلام شعب لم يقدر على تحملها معه..
*يريد من الناس أن يموتوا (أكثر) كي يأتي هو ليحيا (أكثر)..
*وكل نضاله معهم (شدُّوا حيلكم، خلاص قرَّبت!!).
صحيفة الصيحة