سهير عبد الرحيم: تتظاهر فتياتنا والرجال يتفرجون.. بئسا لها من رجولة.. امشوا اقعدوا في البيوت وامسكوا المطبخ و(الشفع)

صورة الفتيات المحتجزات يوم أمس الأول داخل دفار الشرطة عقب احتجاجهن على رفع الدعم عن الدواء ومنظر الرجال الشباب وهم يقومون بتصويرهن بالموبايلات صورة تعبِّر فعلا عن أزمة وطن ومحنة أمة.. الفتيات داخل الدفار ينظرن من خلف السياج أيديهن وأجزاء متفرقة من أجسامهن تحمل آثار كدمات بفعل التدافع والقسوة إزاءهن وبالمقابل وعلى الضفة الأخرى من الشارع يجلس مجموعة من الشباب.. يشيشون ويفسبكون ويوتسبون.. ثم لا يلبسوا أن يتبادلوا هاشتاقات صراخهن..

هل وصل بنا الأمر إلى هذا الدرك السحيق أن تتظاهر فتياتنا ويناهضن النظام بلافتات سلمية، ويكون جزاؤهن التنكيل والحبس ثم يقف أولئك الرجال وهم يتفرجون.. لا وكمان صورة سليفي.. بئسا لها من رجولة.. طيب وين عشا البايتات القوى ومقنع الحوبات وتمساح الدميرة.. وجمل الشيل وخال فاطمة.. هل أصبحت تلك الألقاب من الأدب الشعبي وتستحق فقط أن نرويها لصغارنا.. فنقول لهم زماااان كان في وطن كبيييير اسمه السودان وزماااان كان فيهو عشا البايتات.. ما هو السر والسبب إذن في وقوف الرجال وصمتهم وإخلائهم موقع المعركة للنساء، ياخي النساء دييل موش ياهم ذاااتهم البتقولوا ضلكم ولو بقن فأس ما بكسرن الرأس و…و…. طيب …. ماذا حدث..!!؟، هل انقلبت الآية ….

هل ستواصل المرأة السودانية قيادة الاحتجاجات وتنظيم المسيرات والصراخ بحقنا في الدواء والعلاج… وسيكتفي الرجال بأخذ صورة سليفي مع دفار الشرطة.. خلاص إذا كان الموضوع كده امشوا اقعدوا في البيوت وامسكوا المطبخ و(الشفع) وخلوا النسوان يتظاهرن.. فلا يستقيم أن يخرجن للتظاهر ثم يخرجن للعمل ويعدن إلى المنزل للقيام بكل الأعباء المنزلية.. والرجال قاعدين يتفرجوا ويتضامنوا معهن (باللايكات).. اللايك ده اسم الدلع لي دق الصدر.

سهير عبد الرحيم
التيار

Exit mobile version