لماذا يحارب أوباما هذا الديمقراطي المسلم؟

السياسة لها عالمها وقوانينها التي تتجاوز المعقول. في ظل المنطق، كان من الممكن أن يكون الرئيس الأميركي المنتهية ولايته باراك أوباما هو أشد المتحمسين لعزم السيناتور المسلم كيث إليسون الترشح لرئاسة الحزب الديمقراطي، الذي خسرت مرشحته هيلاري كلينتون الانتخابات الرئاسية، وهو ما أعلنه إليسون بعد أيام من فوز دونالد ترمب بالرئاسة، ولكن المفاجأة أن أوباما هو أشد المعارضين لترشح وفوز إليسون بهذا المنصب.

وإليسون أول نائب ديمقراطي مسلم في الكونغرس الأميركي عن ولاية مينيسوتا، واعتنق الإسلام في سن 19 عاماً. وينتهج فكراً ليبرالياً يعارض التدخل العسكري الخارجي، ويدافع عن حقوق الأقليات وحق الإجهاض، وغيرها من الأفكار التي تناقض تماماً مواقف الجمهوريين.

المفارقة أن المعارضة الحقيقية التي تواجه إليسون نحو قيادة الحزب الديمقراطي قادمة من البيت الأبيض، وتحديدا الدائرة الخاصة والمحيطة بالرئيس أوباما، وهي معارضة لا يمكن التقليل من شأنها، بل تمثل حاجزا حقيقيا يقلل من فرص إليسون.

ويسعى أنصار الرئيس أوباما إلى عرقلة تقدم إليسون لقيادة الحزب الديمقراطي، ويحاولون طرح وجوه بديلة، بحسب ما أكده مسؤولون ديمقراطيون على مقربة من الرئيس أوباما، نقلا عن تقرير لصحيفة “نيويورك تايمز” الأميركية.

كلينتون خسرت الانتخابات أمام ترمب

وفي هذا السياق، ناقش مستشارو أوباما الأسبوع الماضي مسألة القيادة الجديدة للحزب الديمقراطي في اجتماع عقد داخل البيت الأبيض، وطرحوا أسماء مثل وزير العمل توماس بيريز والحاكمة السابقة جينيفر غرانهولم، وناقشوا مدى رغبة عدة شخصيات في الترشح للمنصب.

والتقى بيريز بنائب الرئيس الأميركي جو بايدن الأسبوع الماضي، وتناول الغداء في البيت الأبيض الثلاثاء مع كبير مستشاري أوباما فاليري غاريت.

كما يأمل أعضاء في الدائرة الداخلية لأوباما بإقناع بايدن نفسه بالترشح لرئاسة الحزب الديمقراطي باعتباره يملك القدرة على توحيد الحزب الذي خسر الرئاسة والكونغرس.

ولكن مكتب بايدن أعلن الثلاثاء أنه ليس مهتما بتولي المنصب، ولكنه سيظل معنيا بالمساعدة على تشكيل الخطوات التالية والمستقبلية للحزب.
لماذا يعارض أوباما؟

وتعود أسباب معارضة أوباما إلى ترشح اليسون لرئاسة الحزب الديمقراطي إلى الانقسامات الحادة التي خلفتها معركة الترشح للرئاسة في ظل دعم إليسون لبيرني ساندرز ومساندة أوباما لكلينتون، فضلا عن الهزيمة الساحقة التي تعرضت لها مرشحة الحزب كلينتون بين الطبقة المتوسطة البيضاء، وعدم قدرتها على حشد التأييد الكافي بين الصغار وغير البيض.

ويقول مقربون في إدارة أوباما ودائرته إن تولي إليسون إدارة الحزب سيعني تسليمه إلى سيناتور فيرمونت، ساندرز، منافس كلينتون في الانتخابات التمهيدية.

وكان إليسون أحد كبار مؤيدي ساندرز خلال الانتخابات التمهيدية، والآن ساندرز يدعم ترشيح إليسون لرئاسة الحزب، ما يثير مخاوف من وقوع الحزب أسيرا لهذا الثنائي.

وفي وقت سابق، أطلق ساندرز حملة لجمع توقيعات لدعم السيناتور إليسون في مبادرته نحو الترشح لرئاسة الحزب الديمقراطي.

ساندرز يثير قلق قيادات في الحزب الديمقراطي

كما تزعج تصريحات ساندرز القادة الديمقراطيين، حيث انتقد كلينتون الأحد الماضي أمام طلاب في بوسطن وقال إن “الحزب الديمقراطي يجب أن لا يكون مرتبطا بهوية سياسية،” مشيرا إلى أنه من المزعج أن تقول مرشحة رئاسية: “أنا امرأة.. انتخبوني” في إشارة إلى كلينتون.

وأعلن ساندرز أن الحزب الديمقراطي يحتاج إلى امرأة تتصدى لوول ستريت وشركات التأمين وشركات الأدوية والصناعات المعتمدة على الوقود الأحفوري، وهو هجوم صريح على مرشحة الحزب الخاسرة كلينتون.

ورغم المساندة الكبيرة التي يتلقاها اليسون من قادة في الحزب الديمقراطي، إلا أن عدم تفرغه الكامل للمنصب وعلاقته بساندرز، وانتقاده السابق لأوباما يقلق الديمقراطيين الذين يريدون قيادة قادرة على معارضة ترمب.

العربية نت

Exit mobile version