سعدت والله بما سطره الشاعر الحلنقي في حق الفنان القدير أحمد شاويش؛ ومسّ فيه عين الحقيقة؛ فالفنان أحمد شاويش عمل في الإذاعة السودانية منذ أواخر سبعينيات القرن الماضي؛ وتنقل بين أقسام المنوعات والموسيقى؛ وفي فترة مهرجان الثقافة الثالث وبالأخص (ليلة الواعدين) ظهرت مجموعة من الفنانين الشباب؛ كانوا يترددون على الإذاعة لإجراء حوارات معهم؛ من أجل ترسيخ وتثبيت أسمائهم وأغنياتهم في خارطة الغناء السوداني؛ فليلة واحدة لا تكفي لأنه في ليلة المهرجان كان لا يسمح للفنان إلا بأداء أغنية واحدة؛ ولذلك لجأ معظمهم للفنان أحمد شاويش لإفساح المجال لهم لإجراء حوارات معهم وتقديم أغنياتهم؛ فوجدوا فيه مبتغاهم؛ فكان اسهامه كبيرا في دفع مسيرتهم الفنية؛ فتعرفت الجماهير عليهم وأصبحوا أسماء في مجال الغناء؛ ولم يكتف شاويش بإفساح المجال لهم وإنما تعدى ذلك بإسداء النصح والرأي السديد؛ وشاويش علم في دنيا الموسيقى ودارس له ومثقف؛ وعلى الرغم من أنه في ذلك الوقت كان يغني ويطرب إلا أنه بسماحة شديدة ساعد هؤلاء الشباب؛ وكان في مقدوره أن يستغل منصبه وموقعه في الإذاعة؛ لكنه آثرهم على نفسه ورضي أن يكون الشمعة التي تحترق لتضيء الطريق للآخرين؛ وبفضله ارتاد الكثير من الفنانين الشباب استوديوهات الإذاعة؛ وعن طريقه قدموا أعمالهم الغنائية ونالوا من الشهرة ما نالوا؛ وبقي أحمد شاويش في الإذاعة ينتظر من يأتي من بعدهم ليسهم أيضا في مسيرتهم الغنائية؛ بينما ظل هو بعيدا عن الإعلام؛ رغم قربه منه.
صحيفة التيار
