عوضية سمك.. بنت امبدة وسيدة الموردة وام السودانيين، هذا تكريم للشرف والنزاهة وردا للجميل لسيدة ماجدة

عادة لا أغشي المجالس الرسمية ، أتجنب ما أستطعت إحتشادات مقامات السلطان والسلطان ، وضعي كمواطن ونشاطي كصحفي يوفر لي التفاصيل وربما فوقها كيل حصة من أوراد الحديث والافادات ، حيث ان قام بذاك بعض في النقل والإشهار سقط عن البقية ، ولتلك المجالس عادة حضور دائمون يحرصون عليها فيسقطون عنا أثم الغياب لذا لا أبالغ ان قلت ان لم أحضر يوما حفلا بالقصر الجمهوري قط رغم ان البعض يعدني من قادة رماة سهم الحكومة ! اخر عهدي بالقصر ربما مرتين او ثلاث التقيت فيها أشخاص لاغراض صحفية تنتهي في لمحة دقائق اخرها نسيت فيه بطاقتي من فرط العجلة عند منافذ الخروج ! واما اخر حفل حضرته بالقصر الجمهوري ليلا مديدا فقد كان علي اواخر عهد (النميري) في الحرس الجمهوري يوم ان رافقت والدي ووجدت نفسي علي صدور الانواط والاوسمة أخاشن (مقصات) الاكتاف اصافح رحالا يلح في خاطري بشأنهم ظاهرة اكمام الكاكي المعقوفة و(لعاعة) حمراء علي ياقاتهم بدت مثل بقية جرح في خاطر حيرتي ! ولكني أقر الان اني حزين لاني فوت حفل الاستقلال اليوم في باحات القصر الرئاسي ، لو علمت انهم اليوم سيكرمون (عوضية سمك) لوطأت النجيل المنعم وبساط الفخامة الممتد منذ العصر ، لاتخذت مجلسي في زاوية الصفوف اكبر واهلل واطلق (الروراي) حينما تصعد (عوضية) منصة التكريم ، هذا تكريم للشرف والنزاهة وردا للجميل لسيدة ماجدة وام فاضلة وسودانية ضوع من ريحة الجروف ونبيل العرق وأكتحال الايام بمرآي سهر الكفاح الذي مدت خيط ليله من (كافتيرة) شاي عند حافة النهر العظيم بالموردة ترسل الدفء في عظام الصيادين وعمال فج قشور البلطي والبياض ، حتي أسفر صبحها ببركة المصابرة والصبر نجاحا في بيع السمك في موقع قام وتمدد حتي صار معلما واستثمار يحتذي ، ولان (عوضية) هي بنت الاصالة وجزء من أمشاج السمرة والدم من مركوز الحنين والعطف في هذا البلد لم يكن غريبا منها ان تظل هي هي ، لم يكسبها تدفق المال الا قربا من الضعفاء والمساكين كأنما لزمت جانب جبل الرحمة في ماثور (اللهم احيني مسكينا وامتني مسكينا واحشرني في زمرة المساكين ) لم تسلك معارج الفارهات الجياد ، او السامقات في الابنية ، لم تعدل لسان العوام او ترفع لائحات البريدستيج ظلت هي بنت امبدة وسيدة الموردة وام السودانيين عموم ، تكفل تحت جفن الليل حسيرات السكن والاقامة من الطالبات تعول يتامي وتقيم العفة في زواج شاب قصدها لاكمال دينه ، فعلت (عوضية) ما تفعله الشريفات ذوات اليسار ، وبقيت بذات السمت السودواني المميز ، ثوب وسمرة ، ويد مبذولة للسلام والعطاء ، حتي (توبها) ظلت وفية فيه لقماش عادي ربما كان من اشغال (النقادة) لم تقرب فيه صقيل مستورد وقادم من وراء البحار ، مثلها يستحق التكريم والاحتفاء لانها ومضة من نور البركة والمكرمات ، اني حزن اسيف لاني غبت عن ليلة تكرم فيها سيدة بوزن هذا البلد الجميل وسمته

بقلم
محمد حامد جمعة

Exit mobile version