مابعد رفع الحظر الأمريكي

*عندما جدد الرئيس الأمريكي العقوبات على السودان قبل أكثر من شهرين هاتفت وزير الخارجية البروفيسور إبراهيم غندور ، ونقلت له دهشتي ، بشأن خطوة أوباما رغم سحابة التفاؤل التي غطت سماء السودان من جانب المسؤولين بالخرطوم.
*رد غندور باقتضاب وذكاء في آن واحد بسؤال : (أنت ولاية أوباما ح تنتهي متين؟ واجبته في العشرين من يناير المقبل، فرد على : (خلاص ننتظر لو الله أحيانا).

*كان واضحاً من حديث غندور أن ثمة تحول مرتقب سيطرأ على العلاقات السودانية الامريكية وهاهو اوباما الذي يستعد لمغادرة البيت الابيض يعلن رفع الحظر جزئياً على السودان الذي ظل مفروضاً منذ العام 1997 ويجدد سنوياً وتم التضييق اكثر بقرارات منذ العام 2006م
*واضح أن الخطوة جاءت بعد نقاشات طويلة وعميقة وسرية بين الطرفين توجت بالقرار الممتاز ، والذي ينبغي استثماره داخلياً وخارجياً وعلى اوسع نطاق، بحيث يجب على الخارجية وعلى رأسها الوزير المتميز غندور أن ترتب سريعاً لانفتاح خارجي غير مسبوق.

*خاصة وان كثير من الدول كانت تتحاشى التعامل مع السودان ، والان زال الكابوس ..على الصعيد الداخلي ينبغي استثمار القرار ، بتنقية المشهد السياسي من كثير من المظاهر السالبة وأن تمضي الحكومة في انفاذ مخرجات الحوار الوطني بكل صدق وشفافية حتى تتهيأ البلاد لمرحلة جديدة.
*الرئيس البشير أمامه فرصة تاريخية ، لتقديم الدولة السودانية في شكل جديد ، يكفى تناسي المؤتمر الشعبي لمراراته ومضيه في طريق المصالحة الوطنية بالتوافق على الحكومة المقبلة.

* تهيئة الاجواء مهمة جداً .. تعزيز الثقة حتى في المتمردين من حملة السلاح أكثر اهمية الأن ، بامكان الحكومة ان تفتح صفحة جديدة مع قطاع الشمال ، ولتبدو هذة الصفحة اكثر بياضاً تتوافق معها مساع جادة لانهاء الصراع بدولة الجنوب والذي (نشف ريقنا).
*حان الأن أن تسمو الحكومة فوق الصغائر وان يصمت كل مشوش للاجواء النقية ، ويترك الخبز لخبازية (غندور واركان سلمه) بالخارجية الذين لهم التحية في هذة اللحظة ، يجب على قيادات حزب الحاكم أن تنأى من الخوض في الشان الخارجي.
*علينا ان ننسى معاناة عشرين عاماً من الخناق ، البلاد الأن في مرحلة (فرحة) بعد (محنة) ، و(انفراج) بعد (انسداد) و(انفتاح) بعد (انغلاق) ن تستدعي المرحلة تغييب (الهتيفة) ومستثمرو الازمات وتجيير النجاحات لصالحهم.

*الامر الأن خاص بـ (الوطن) وليس (الوطني) ، الخبر سار حق كل السودانيين كل السودانيين كما كان الحوار الوطني .. يجب التفكير في مرحلة مابعد القرار .. ليس هناك وقت لاسترجاع الماضي ولن يجدى التحسر على ماضاع من وقت.
*كانت العقوبات شماعة يعلق عليها كثير من المسؤولين ، فشلهم الذريع والبائن للعيان .. الحكاية باتت مثل متابعة مشاهدين لمسرحية ، شخوصها امامك والصواب من العمل يظهر وكذلك الخطأ وبالتالي يجب ان يمضى الجميع الي الامام.
*كل سوداني سيفرح لفك الحظر ولكن ارحمونا من الحشود والمسيرات

إذا عرف السبب – اسامة عبد الماجد
صحيفة آخر لحظة

Exit mobile version