أرحموا اللغة العربية

اللغة العربية، لغة القرآن ولغة الرسالات أصبحت تعاني ما تعاني ولو أنها نطقت لقالت أرحموني .. اتقوا الله فيّ.. ويستحضرني الآن الشاعر حافظ إبراهيم عندما قال :
أرى كلَّ يومٍ بالجَرائِدِ مَزْلَقاً مِنَ القبرِ يدنينِي بغيرِ أناةٍ وأسمَعُ للكُتّابِ في مِصرَ ضَجّةً فأعلَمُ أنّ الصَّائحِين نُعاتي
مما يؤلمني جداً ويعكر صفائي كثيراً هو الأخطاء اللغوية التي لا تتوقع أنها يمكن أن تصدر من خريجي جامعات، أو طلاب في مراحل متقدمة من العلم.. كثيراً ما أبدي الملاحظات ولكنني أصبحت أقلل منها في الفترة الأخيرة خوفاً على المخطئين من الحرج.

اللغة العربية التي من المفروض أنها الحاضنة والقاعدة لمنظومة القيم التي تُكون هوية الأمة في العروبة والإسلام تتعرض للتأثيرات الإعلامية والثقافية سلباً وإيجاباً حسب مقاصد السياسات الإعلامية والثقافية السليمة منها والمشبوهة، وبما أن قنواتنا الفضائية تستخدم اللغة العربية كأداة رئيسية في معظم أعمالها، فإن هذه اللغة التي تُستخدم تتأرجح بين نقاء اللغة الفصحى البسيطة وبين تلوث اللهجات العامية المستخدمة حسب ثقافة المستخدمين، وكأنها ليست لغة العزة والكرامة وقبل ذلك لغة القرآن الكريم .

وسأذكر لكم من الأمثلة التي تُؤلم حد البكاء كلمة (لكن والتي تكتب لاكن هذا إن لم تُكتب لاكين، السلام عليكم تجد أن البعض يضعون حرف الواو بين الكلمتين)، وغيرها من الأمثلة، أما القنوات الفضائية فحدث ولا حرج تتحول فيها الكسرة إلى فتحة والعكس، صحيح بأن بعضها من شدة الألم تجد نفسك تضحك من العبارات العامية جداً والتي تستخدم كتعابير ودلالات لأشياء أخرى مثلاً (مدردقة : تعني ماشي الحال أو تمام، قرض أو جلدة للبخيل، كيسه فاضي: لا يفقه شيئاً، ركبه التونسية : خدعه أو غشهُ) وغيرها من المصطلحات التي لم تكتفِ بتدمير الفصحى فحسب، بل إنها حولت اللغة العامية للغة صعبة تحتاج إلى ترجمة .

إذن هي دعوة لأن نحترم اللغة العربية ولأن تكون موجودة بشكل مكثف أكثر مما هو الآن في المناهج، لأن جيل التسعينيات بالتحديد يعاني شر معاناة في اللغة ،ليس فهمها فقط وهذا أمر آخر يحتاج لمقال كامل، بل كتابتها، لا بد أن نحاول حد الاستطاعة الابتعاد عن تلويث اللغة، وأود أن أنوه مستخدمي (الشات) رفقاً باللغة رضي الله عنكم .. أنتم تدمرونها شر تدمير.

وأستحضر في ختام مقالي بيت الشعر الذي يقول :
لغةٌ إذا وقَعَتْ على أسماعِـنا
كانتْ لنا برداً على الأكْبادِ
سَتَظَلُّ رابِطةً تُؤَلِّفُ بيننا
فهي الرجاءُ لناطقٍ بالضَّادِ

راي: نزار الماحي عبدالكافي
صحيفة آخر لحظة

Exit mobile version