فضائيات.. وأسئلة ملغومة!

(1)
أجرى مدير قناة (العربية) الإعلامي السعودي “تركي الدخيل” حواراً مع السيد رئيس الجمهورية المشير “عمر البشير”، الحوار نشرت تفاصيله معظم صحف الخرطوم الصادرة أمس ومن ضمنها (المجهر)، اهتماماً بإفادات الرئيس.
الحوار تم تسجيله بعد يوم واحد من ختام اجتماعات قمة الاتحاد الأفريقي التي شهدت حدثاً مهماً بالنسبة لأفريقيا والوطن العربي؛ ألا وهو عودة المملكة المغربية لعضوية الاتحاد بعد أن فارقته لأكثر من (32) عاماً.
الأستاذ “تركي الدخيل” لم يسأل الرئيس “البشير” عن عودة “المغرب” للحضن الأفريقي، رغم العلاقات المتميزة جداً التي تربط السعودية بالمغرب!! لكنه حرص على سؤاله عن مشكلة “حلايب”.. مركز أزمات العلاقات السودانية – المصرية!! وعن علاقة السودان بـ(أخوان) “مصر”..!! وعن القطيعة مع “إيران” والحرب في “اليمن”.
الأسئلة مكررة وغالبها ورد في حوار (الشرق الأوسط) مع الرئيس وهي نفسها مررت أسئلة صحف خليجية أخرى.
لا جديد في أسئلتهم غير تجديد الأسئلة عن علاقتنا بمصر!!
من حقهم كصحفيين (أجانب) أن يسألوا كيفما شاءوا، ومن حقنا كصحفيين (وطنيين) أن ننتبه لمواقع (الألغام).

(2)
تقول مخرجات الحوار الوطني التي صارت (دستوراً) أن يتم تشكيل حكومة الوفاق الوطني خلال (3) أشهر من رفع التوصيات.
وقد مضت الـ(3) أشهر، ونخشى أن تمضي (3) أخرى دون أن ترى حكومة الحوار الوطني النور.
الالتزام بالمواقيت مهم لتأكيد احترام المخرجات واحترام الدستور المعدل.

(3)
إذا تم تشكيل حكومة الوفاق الوطني بوجود رئيس وزراء، فلن يصبح للعديد من المناصب وضعية تنفيذية، مثل نائبي الرئيس ومساعديه، إذ تؤول السلطة التنفيذية لرئيس الوزراء بعلم ومشاورة رئيس الجمهورية.
فهل هناك معنى لإعادة تعيين (5) مساعدين للرئيس في التشكيلة المقبلة؟!

(4)
برنامج (خطوط عريضة) الذي يقدمه تلفزيون السودان يومياً عند الساعة (العاشرة صباحاً)، وهو وقت غير مناسب للكثير من العاملين والطلاب، يفترض أن تتم إعادته عند منتصف الليل، مثلما تفعل جميع القنوات الفضائية السودانية والأجنبية.
هذا البرنامج له قيمة وهو مميز مهنياً وفنياً من نواحي عديدة، وتلفزيون السودان ما يزال هو منبع الخبرات وتجمع الكفاءات التحريرية والفنية وسط فضائيات تحتطب ويقدم برامجها فتيان (هواة).. وفتيات جيء بهن من صالات المناسبات إلى الاستديوهات، الإعلام عندهم وعندهن شهادة عليها توقيع عميد، وهي مدخل للحصول على وظيفة، غض النظر عن القدرات والإمكانات والمخزون الثقافي.
وليس وفي ظل هذه الفوضى الفضائية غير الخلّاقة، يبقى من الظلم بمكان أن يهدر جهد طاقم برنامج (خطوط عريضة) وشخصي أحد ضيوفه من حين لآخر، ولذا أعرف إمكانات معديه ومقدميه، يهدر جهدهم بعدم إعادة البرنامج (ليلاً)، كما جرت العادة.
عزيزي مدير الهيئة السودانية للإذاعة والتلفزيون الأستاذ “الزبير عثمان أحمد”.. تحياتي.

الهندي عزالدين – شهادتي لله
صحيفة المجهر السياسي

Exit mobile version