مشروع الترابي .. اعترافات التلامٍذة

اتهامات مباشرة وجهها المفكر الإسلامي بروفيسور حسن مكي للمشروع الإسلامي ، وأطلق عليه مشروع الترابي، وقال في حواره بالزميلة (التيار): (إن مشروع الترابي ودا البلد في داهية ) لافتاً إلى أنه قام على البيعة والتسليم والتمكين، وعلى مؤسسات الباطن، وأضاف أن الترابي تاب من هذا المشروع، حسن مكي ليس هو الوحيد الذي أقر بفشل الحركة الإسلامية بالبلاد، بل هناك بعض المنتمين للحركة اتفقوا في الرأي، الأمر الذي دفعنا للبحث عن المسألة، هل حقاً أن المشروع الحضاري فشل ولم يحقق أهدافه التي قام من أجلها وماهي الأسباب التي قادت إلى ذلك؟

عدم توفيق
وكان من أهم الشعارات التي طرحتها الحركة الإسلامية في مشروعها الحضاري، الاعتماد على الذات لتحقيق النهضة الحضارية إلا أن بعض المراقبين يرون أنها لم توفق في الأمر، كما أنها لم توفق في تأصيل حلول لقضايا المجتمع السوداني من خلال رؤية سليمة للمذهبية الإسلامية، مثل: قضايا تداول السلطة والتقسيم العادل للثروة والقضاء على الفقر والمرض وتردي الخدمة المدنية، القيادي بحركة الإصلاح الآن د. أسامة توفيق أقر أن المشروع الإسلامي لم يلب أشواق المسلمين التي كانوا يتطلعون إليها من خلال المشروع الحضاري، وقال في حديثه لـ(آخر لحظة): أي مشروع إسلامي لابد أن يقوم على أسس العدالة والحرية، وإذا لم يحو ذلك قطعاً سيفشل، واستشهد على ذلك بقوله سبحانه وتعالى، قال في محكم تنزيله (من شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر) وأضاف وقال : (فليؤمنوا برب هذا البيت الذي أطعمهم من جوع وآمنهم من خوف) ومضى بالقول الإنقاذ لم تستطع أن تطعم الناس من الجوع طوال الـ(27) سنة من حكمها، لافتاً إلى أن نسبة الفقر بالبلاد تجاوزت الـ60% مشيراً إلى أن ذلك ساهم في الانحلال الأخلاقي للمجتمع خاصة الفتيات . أسامة يرى أن سياسة التمكين والولاء هي السبب المباشر وراء تدهور وانهيار البنيات التحتية للبلاد، وذلك من خلال وضع الرجل غير المناسب في المكان المناسب، فضلاً عما أسماه (الكنكشة) في المناصب، توفيق حمل مسؤولية فشل المشروع للسياسيين بالسودان، ووصفها بالجريمة، وقال كلنا مشتركين فيها.

دفاع عن الشيخ
القيادي الإسلامي بالمؤتمر الشعبي د. أبو بكر عبد الرازق دافع عن المشروع الإسلامي، ونفى ماذهب إليه حسن مكي ووصفه باختزال المعاني الكبرى، وقال إنه ألقى بظلال غير صحيحة، عبد الرازق قدم شرحاً تفصيلياً عن البيعة في المفهوم الإسلامي، وقال إنها عقد معاوضة بين الأمة والحاكم الذي يتم اختياره رئيساً، أو إماماً وفقاً لبرنامج انتخابي معروف يؤمن به الشعب ويعطيه المشروعية، لافتاً إلى أنها بيعة سياسية مبنية على إطار واسع من الحرية المطلقة، وأوضح أن نظرية الترابي السياسية نظرية المجتمع القائد، وليس الدولة القائدة .

الحركة لم تفشل
عبد الرازق اختلف مع أسامة توفبق حول فشل الحركة الإسلامية في مشروعها، وقال الحركة الإسلامية لم تفشل وهي ليست فئة أو طائفة، ولايمكن ان يحيط بها فرد أو يحتويها كيان، إذا تخاذل عنها البعض ورثتها فئة أخرى تحمل الراية وتقوم بواجباتها، مؤكداً أنها مستمرة لن تنتهي بحقبة معينة، وتمارس النقد الذاتي والتجديد والحذف والإضافة، ودائماً ماتطرح ثلاثة أسئلة، وتحاول الإجابة عليها، والوفاء بمقتضياتها، وهي التجديد والإصلاح والنهضة .
أبو بكر عبد الرازق أعاب على بروف مكي أن يصدر مثل هذا الحديث من شخص مثله، ووصفه بالإحباط، وقال اربأ بالبروف الموصول بقضايا الفكر والثقافة أن يقول ذلك وهذا لايشبهه .

حجج واهية
واتفق القيادي الاسلامي بالمؤتمر الوطني د. ربيع عبد العاطي مع أبوبكر عبد الرازق، ووصف حديث بروفيسور حسن مكي بالاحباط، وزاد عليها الحجج الواهية، وقال في حديثه للصحيفة: إن حديث بروف مكي حجج واهية تنم عن الإحباط، وأضاف المشاريع العظيمة لايمكن تقييمها بالإحباطات الفردية، وشدد على ضرورة عدم إطلاق الأحكام المطلقة التي تنبني على أسس باطلة، لافتاً إلى أن الحركة الإسلامية تقوم على الفكر والعقيدة، مشيراً إلى أنها مرت بعدة مراحل منذ تاريخ ظهور الاتجاه الإسلامي، وتتحكم فيه الظروف علواً وانخفاضاً .

الخرطوم:ثناء عابدين
صحيفة آخر لحظة

Exit mobile version