ستظل (حرقة) ذاك الشاب جمرة فى حشا اهله فالراجح أن نفس الفتى مست أوار ظلم

حزنت لقصة الشاب الذى أشعل النيران فى جسده ، يوم السبت بالخرطوم فرقد يتلظى جسده بالقرب من مرقد (ابوجنزير) ، أفعال البعض وتصرفاتهم لا يملك المشاهد لها حجية التبرير ، لكل منا قياساته ، وتقديرات الحين واللحظة ، ستعلو التفسيرات هامة الحدث ، سنتوزع بين مستنكر وحزين وحائر ، سنلتقى عند بوابات الشفقة كمجمع إنسانى ،

لكن ستظل (حرقة) ذاك الشاب جمرة فى حشا اهله ، ودون الخوض فى خاصة شأنه فالراجح أن نفس الفتى مست أوار ظلم ، اضعف مناعة اليقين عنده فاثر أختيار مضاعفة ذلك بظلم نفسه ، ولو أنه تبصر حوله لوجد أن قوائم المرصودين للاحتراق كثر ،

حتى انا الامس أحيانا قاع غايبت جب اليأس هذا ، بيد انى أكتشف ببصر من حديد زوال أمراة فى عتمة الفجر ، تقاوم نباح الكلاب بالجسارة ، وقهقهة رياح الفجر بالشجاعة ، تشق لجج المعاناة لتبيع شاى او كسرة فتغدو بها لطفل وعول اسرة ، اتبصر بهمة (التوم) يرص نقد تلميع احذية ، بئيسة ونضيرة ، اراها بصرا فى شباب قرأ وتأهل فلزم (طبليات) تحويل رصيد شركات الإتصال ، ارأها فيهم فتسيل ماء الصبر على مشاعل الغيظ فيهم ، هكذا تمضى بنا الحياة ،

حتى أنا الذى اكتب وأبشر أهلى من السودانيين وكأنى أقيم فى قصر ممرد بالياقوت ادير أمرى احيانا كثيرة بين القلق والأرق لأن الشهر حل وصاحب المنزل يطلب إيجارا حاضرا والمدارس والمشافى تفغر افواه الحصاد ،

كل هذا الشعب فقير لكن غناه بالله يا حريق العسرة ، ومن حسن حاله بحلال او حرام فالله حسيبه ، والله ينثر الرزق وتختلف وسائل التحصيل ، لست ناقما على الفتى وكما قدمت ، فقد اختبر ما دفعه لذاك ، ولو أنه جال بصره حوله لوجد أن هذه الدنيا لا تستحق منها سانحة قهر العزائم

بقلم
محمد حامد جمعة

Exit mobile version