داعية سوداني يهاجم صحفية ويتعهد بقيادة حملة لمقاضاتها بتهمة الردة

تحولت مساجلات قادها ناشر صحيفة “الصيحة” الطيب مصطفى ضد الكاتبة شمائل النور إلى منابر المساجد بالخرطوم، وتوعد الداعية محمد علي الجزولي في خطبة الجمعة بمقاضاة الكاتبة بتهمة الردة قبل أن يحرض المصليين ضدها.

وهاجم الجزولي المحسوب على التيار الجهادي في السودان، شمائل النور بشدة ووصفها بـ “العلمانية المجرمة”.

وتعهد في خطبة صلاة الجمعة بأحد مساجد ضاحية “الجريف غرب” بالخرطوم، بقيادة حملة وسط الدعاة وعلماء الدين، ضد شمائل والعمانيين، تتخذ مسارين، إعلامي وقضائي.

واستبق الجزولي خطبته بمقال في “الصيحة” يوم الخميس بعنوان “شمائل والكلام المائل”، ثم روج لخطبته يوم الجمعة بعنوان “صحافة وسخافة.. شمائل النور نموذجا وآخرون”.

وحرض الجزولي المصليين بقوله “انهضوا لحماية دينكم.. اغضبوا لشرعكم وربكم”، وتسأل “كيف لفتاة تكتب عن الواقي الذكري ؟”، وتوعد بمقاضاة شمائل النور ابتداءا من الأسبوع القادم، قائلا “سنذهب إلى سوح القضاء للنظر إن كانت هذه ردة أم لا”.

وقال إن العلمانيين يخططون لـ “تلويث” مهلة الستة أشهر التي وضعتها الولايات المتحدة الأميركية لرفع العقوبات كليا عن السودان، مؤكدا أهمية دور قانون وشرطة النظام العام لمكافحة المتبرجات والمخمورين والزنا.

وعلى إثر ذلك حظيت شمائل النور بمؤازرة واسعة من قبل المجتمع الصحفي، وقالت شبكة الصحفيين السودانيين إنها “لن تقف مكتوفة الأيدي إزاء ما يجري من إرهاب لأصحاب الفكر وحملة الأقلام، ولن تدع شمائل تمضي إلى المعركة وحدها”.

وحملت الشبكة الأجهزة المختصة المسؤولية كاملة لكل ما يحدث، “باعتبار أن الأمر فارق مساحة الرأي والرأي الآخر ودخل إلى ساحة الإرهاب”، ودعت المنظمات المحلية والإقليمية والدولية للتضامن والمؤازرة لنزع سلاح الإرهاب الذي طالما اشهر في وجوه الأبرياء”.

وكانت شمائل النور قد دونت بلاغين ضد الطيب مصطفى، خال رئيس الجمهورية، في نيابة جرائم المعلوماتية ونيابة الصحافة والمطبوعات، واتهمته بإشانة السمعة وتحريض الجماعات الدينية المتشددة ضدها في زاويته الراتبة “زفرات حرى”.

وطلبت صحيفة “التيار” التي تعمل بها الكاتبة، الخميس، من الشرطة الحماية، وقال الناشر ورئيس التحرير عثمان ميرغني: “الأمر الآن خرج الى حيز قانون الإرهاب.. أرسلنا خطابا رسميا الى الشرطة لتوضيح حجم التهديد الذي تتعرض له الصحيفة وشمائل.. حتى إذا ما تطورت هذه الحملة الى ما ﻻ نرجوه تكون كل الأجهزة في كامل المسؤولية”.

وكان الطيب مصطفى قد عنون مقالا بعنوان “المشوهون” في 10 فبراير الحالي، قال فيه “وقالت إحدى (متحررات) الخرطوم في أخيرة إحدى صحف المقدمة وليس في (إنداية): (هل العقول التي تحمل هماً كبيراً بشأن تربية الأفراد وتعليمهم الصلاة والحجاب وتطويل اللحى.. هل بإمكانها بناء دولة عصرية كانت أو حجرية)”.

وتابع “أعجب أن تلك الفتاة حذرت في مقال آخر من عودة الدواعش التائبين من أبناء السودان من الخارج ثم تساءلت كيف يبقى الشيوخ والعقول التي جندت اولئك الشباب (طلقاء)؟ بما يعني أن على الدولة أن تعتقل من أثروا على أولئك الشباب فأحالوهم إلى دواعش. تقول تلك المغرورة ذلك وهي لا تدري أنها والله أحق بأن يفعل بها ما تنادي بأن يفعل لأولئك الشباب فهي وأمثالها هم السوس الذي ينبغي أن يحارب خوفاً من تأثيره على هذه البلاد وقيمها وعلى الفضيلة التي تشن الحرب عليها”.

وعلى إثر ذلك دبج الجزولي مقالا في ذات الصحيفة “الصيحة”، اتهم فيه شمائل بالوقوف ضد قانون النظام العام والأسى على عدم ما أسماه “عدم كسب معركة الواقي الذكري”.

وكانت شمائل قد قالت في زوايتها “العصب السابع” بصحيفة “التيار” تحت عنوان “هوس الفضيلة” في الثاني من فبراير الحالي “على مدى السنوات الطوال من حكم الإسلاميين تحول أكبر همومها هو فرض الفضيلة وتربية الأفراد ومطاردة الحريات الشخصية بقانون النظام العام”.

سودان تربيون

Exit mobile version