المهدي .. حديث السياسة والفن

في ليلة حاشدة بأستاد ودنوباوي تم تكريم زعيم حزب الأمة القومي الإمام الصادق المهدي من قبل اللجنة القومية وصالون الإبداع، وقدم فيه عدد من الفنانين والشعراء فواصل غنائية وشعرية ألهبت حماس الأنصار، وسط حضور عدد كبير من قيادات الحزب وأنصاره، كما ألقى الإمام كلمة تطرق فيها للرياضة وأهميتها، والسياسة التي يجب أن تمارس في السودان، بجانب الخطاب الديني والسياسي، وتطلعاته للسودان القادم .

الخطاب الديني
المهدي في استهلالية حديثه قال إن بعض المنتسبين للدين يرون أن رسالتهم هي تطويل قائمة المحرمات بين المباحات فيصنعون تناقضاً بين الديانة والحياة، مع أن صاحب الرسالة أرسل رحمة للعالمين ورسالته لسعادة الآخرين، وأشار إلى أن السياسيين يحصرونها في تطلع للسلطة أو لمعارضة أصحاب السلطة، مع أن السياسة تعني إدارة الحياة بكل ضروراتها حتى كيف يغازل الانسان زوجه أو يلاعب طفله أو كيف يدير النحل مملكته، لافتاً أن مثل هذه الأنماط يبَّست الخطاب الديني وأفقرت الخطاب السياسي .

فوائد الرياضة
وربما حاول الصادق إرسال رسائل لمنتقديه للعبه التنس، عندما كان بمنفاه الإجباري بالقاهرة، بقوله إن كثير من الناس يستخفون بالرياضة، ولغفلتهم يرون أن الرياضة، تخص الأطفال، بينما هي ضرورية لكل الناس من المهد إلى اللحد، وحث عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقال إنها ضرورة صحية لتمرين العضلات ولتنشيط كافة أعضاء الجسم، وأنها وصفة علاجية تعالج كثيراً من الأمراض، وبلسماً نفسياً لإشباع نزعات التنافس، وامتصاص الغضب والحزن والترويح من الملل، بجانب أنها تبطيء من الشيخوخة، وأضاف الإمام أن الرياضة صارت مجال تنافس بين الدول مبرأ من سفك الدماء، وأن الإنسان العاقل هو الذي يدرك منافع الرياضة ويمارسها، لذلك نقول إن الجسم السليم في العقل السليم، وأشار إلى أن النبي الكريم صلوات الله وتسليمه عليه كان مهتماً بوسائل الرياضة، وأنه كان يضمر الخيل ويسابق بها، وتابع: كنت أراسل أولادي وأوصيهم على الصلاة، والدروس والرياضة، وأن كثيراً منهم تربوا مع الخيل، فإنها ليست مجرد ركوب بل ذات فائدة تربوية للأطفال .

الغناء
و تطرق المهدي إلى الغناء، وانتقد من اسماهم بخصوم البهجة في الحياة، إنهم يحرمون الغناء مقيمين حواجز بين الدين والحياة، وأن الطبيعة الحيوانية كلها تغني وتغرد وهم (أمم أمثالكم)، وأشار إلى أن في كتابه عن الدين والفن ذكر كثيراً من النصوص في كتب الحديث، وأكد مقولة إن الغناء كالحديث حلاله حلال وحرامه حرام، وقال الإمام إن هناك أحاديث تحرم الغناء مطلقاً، وتطرَّق لها علماء محققون مثل ابن حزم وابن القيسراني وضعفوهما، وأضاف أما الشعر فكان النبي (صلى الله عليه وسلم) يسمعه كما سمع قصيدة كعب بن زهير بانت سعاد .

السياسة
وانتقد المهدي بعض الممارسين للسياسة، وقال إن أكثر الناس العاملين بالسياسة يرونها مجرد تطلع للسلطة أو معارضة لأهل السلطة، وأوضح أن السياسة هي إدارة الشأن العام، وتتطلب الانفتاح على كل دروب الحياة، وأضاف ألفت في كثير من موضوعات الحياة وما زلت مقصراً، وأشار إلى أن السياسيين التقليديين يكرهون هذا النهج لأنه يفضح عجزهم، وأن كثيراً من المختصين في الموضوعات الفكرية والثقافية والتقنية لايحبون هذا النهج، لأنه يجعلهم أصحاب أقوال بلا أفعال، ولكن عاد وقال إن الصحيح الفكر والثقافة والعلوم بلا رافع سياسي مشلولة، وإن السياسة بلا رافع من تلك المعارف عمياء، وقال المهدي إن من باب السياسة المبصرة نظمت مع آخرين منتدى الصحافة والسياسة، بإقتراح من المرحوم محمد خليل، وكشف أنه مع آخرين بصدد تكوينات أهمها، السياسة والثقافة، والسياسة والفن، والسياسة والرياضة،والسياسة والبيئة .

تطلعات المهدي
واعتبر الإمام أن تكريمه تكريماً لشرعية ديمقراطية لم تستطع الإدعاءات الإنقلابية محوها، وأن التكريم تزكية لرمز يرجي أن يعمل لتحقيق مطالب الشعب المشروعة في سلام عادل شامل، وتحول ديمقراطي كامل، معلناً تجاوبه التام مع هذه التطلعات، وأضاف: أقول بإسم الشعب لابد من إنهاء الحروب وبناء السلام العادل في السودان، ولابد من قيام حكم قومي إنتقالي يستمر في ظل الحريات العامة إلى حين إجازة الدستور الدائم الذي يصوغه مؤتمر قومي دستوري ويجاز بوسائل ديمقراطية، بإجراءات قومية شكلاً وموضوعاً، وقال المهدي إن السودان المأزوم أكثر بلدان المنطقة خبرة سياسية وشعبه أكثر شعوب العالم تسامحاً .

ام درمان:جاد الرب عبيد
صحيفة آخر لحظة

Exit mobile version