يحدث فقط في مطار الخرطوم.. الدلوكة والزغاريد والبخور والخُمرة وغناء وعرضة لوداع العروسة

قبل أسبوعين صحبت شقيقتي إلى مطار الخرطوم لتسفيرها خارج البلاد، انشغلت شقيقتي بإجراءات المغادرة فصعدت إلى الطابق الأعلى من المطار وقررت أن احتسي فنجال قهوة ريثما تعود.
صعدت عبر السلم الكهربائي (والحقيقة هو غير كهربائي)، وهنا دعوني أسأل مدير مطار الخرطوم، بصراحة إذا كان غلبكم تشغِّلوا السلم ده أو ما عندكم قروش كهرباء ليهو أو شايفين الشعب التعبان ده كتير عليهو سلِّم كهربائي فيا ريت يتم خلعه واستبداله بسلم آخر عادي.. أسمنت.. خشب.. أيِّ حاجة عِوضَاً عن (البهدلة الحاصلة على الناس).
والله إني استغرب لما يحدث عندنا، بلد حدّادي مدّادي بها فقط ثلاثة سلالم كهربائية أحدهم في مول عفراء والآخر في مول الواحة وثالث بمطار الخرطوم، أما سلم المطار ما شغّال عدييييل، وسلّم مول الواحة بشتغل في الأعياد، وسلّم عفراء بشتغل أسبوع وبتعطّل شهر.. ياخي فضّحتونا والله.. ياخي في ماليزيا السلالم الكهربائية في الشوارع.. الشوارع الواحدة دي خليها المولات.
المُهم نعود إلى مَوضوعنا، صعدت بالسلم الكهربائي (الما شغال) وبمجرد أن وصلت الكافتيريا جاءتني أصوات الدلوكة والزغاريد وريحة البخور والخُمرة.. ااااي والله.. دلوكة عدييييل.. في البداية اعتقدت أن إدارة المطار قامت بتأجير الصالة والكافتيريا لصبحية أحدهم.. فلا أستبعد شيئاً في هذا البلد.. ولكن اتضح لي لاحقاً ان هنالك عروساً مسافرة إلى زوجها في السعودية عقب إكمال مراسم الزواج.
العروس وقفت في الأسفل تُتابع إجراءات شحن العفش بما فيه من كراتين الطلح والشاف، وبمجرد أن مَدّت يدها بجوازها وتذكرتها إلى مسؤولة الخُطوط حتى ارتفع إيقاع الدلوكة.

ضجت الصالة بأغنية (ده اليوم الدايرنو ليك يا….. مبرووووك عليك)، وكل ما أكملت إجراءً كان يأتي الدعم المعنوي بالمزيد من الزغاريد.

عقب انتهاء الغناء والعرضة ومُغادرة أولئك للصالة وضح جلياً أن الجماعة الجايين للوداع جايين بعدد “اتنين بص وحافلة روزا”.
خارج السور:
مازال البعض يحتفي بالسفر ويعتبره نصراً مُؤزّراً وآخرون يأتون رحلة وسياحة إلى عفراء مول.. كان الله في عونك يا وطن!

سهير عبدالرحيم
التيار

Exit mobile version