مراودة !!

راودتني نفسي أن أكتب عن بعض أشراط الساعة..

*عن التي لدى غالب الناس فهم لها مجافٍ لمنطق الدين..

*عن نزول المسيح، والمسيح الدجال، ويأجوج ومأجوج..

*ولكني أرجأت ذلك لحين الكتابة عن أمر آخر أولاً..

*عن مراودة امرأة العزيز لفتاها كما شرحها أحد الدعاة البارحة..

*سمعتها وأنا في داري من مسجد لأنصار السنة بجوارنا..

*فهو درج على أن يرفع صوت (الميكروفون) إلى أقصى حد ممكن..

*علماً بأن الذين هم داخل المسجد يسمعون (بالراحة) صوت المتحدث..

*وأعني الذين يبقون منهم عقب صلاتي العشاء والفجر..

*فهم لا يحتاجون إلى مكبر صوت أصلاً ولو في حده الأدنى..

*فيبقى الهدف المراد- إذاً- هو أن يصل الصوت إلى سكان الحي أجمعين..

*ولكن بالحي عدة مساجد أخرى تنحو المنحى ذاته أحياناً..

*فتكون النتيجة أن يُصاب الناس بالصمم من شدة تداخل الأصوات الصاخبة..

*ولك أن تتخيل حال من لا يطيقون الضجيج منهم حينها..

*حال الرضع والمرضى والمسنين والمستذكرين دروسهم من الطلاب..

*وكتبت عن هذه الظاهرة من قبل مرتين..

*مرة قبل أن تعضد موقفي فتوى من وزارة الشؤون الدينية السعودية..

*ومرة من بعد صدور هذه الفتوى بـ(قلب قوي)..

*وقالت الفتوى الذي قلته تماماً عن التداخل والإزعاج ومظنة الرياء..

*مع ملاحظة أن هذه الجماعة هي الأقرب إلى المملكة..

*المهم أن الشيخ تحدث عن مراودة امرأة العزيز ليوسف عليه السلام..

*ونفى عنه رغبة أن يكون قد هم بها كما همت هي..

*وفي ذلك مخالفة (جريئة) لما جاء في صريح نص آية لا تحتمل التأويل..

*ودلالة ذلك قوله تعالى (لولا أن رأى برهان ربه)..

*أي رأى ما يدل على اقتراب خطى سيده- ومن معه- من باب الغرفة..

*وبالفعل (ألفيا سيدها لدى الباب) حين (استبقا)..

*وتدخلت العناية الإلهية لتصرف عنه السوء والفحشاء وفقاً لقوله تعالى..

*بمعنى أنه لم يكن معصوماً بـ(الأصالة) لأنه بشر..

*وتأكيد ذلك استنجاده بربه (وإلا تصرف عني كيدهن أصبُ إليهن)..

*فهو كان متنازعاً بين تقواه ورغباته كرجل (سليم)..

*وأي تفسير خلاف ذلك يجرده من بشريته ويضعه في مصاف الملائكة..

*والأنبياء بشر يخطئون أحياناً ويستغفرون فيتوب الله عليهم..

*والحق عاتب بعضاً منهم على هنات اقترفوها..

*عاتب نوحاً وإبراهيم وذا النون وحتى نبينا عليه الصلاة والسلام..

*وهدم الشيخ فكرة رسالته- للشباب- من حيث لم يحتسب..

*وهدم فتوى السعودية بتجنب تسبيب الأذى للناس..

*وهدم (مراودتي لنفسي المذكورة أعلاه !!!).

صحيفة الصيحة

Exit mobile version