راودتني نفسي أن أكتب عن بعض أشراط الساعة..
*عن التي لدى غالب الناس فهم لها مجافٍ لمنطق الدين..
*عن نزول المسيح، والمسيح الدجال، ويأجوج ومأجوج..
*ولكني أرجأت ذلك لحين الكتابة عن أمر آخر أولاً..
*عن مراودة امرأة العزيز لفتاها كما شرحها أحد الدعاة البارحة..
*سمعتها وأنا في داري من مسجد لأنصار السنة بجوارنا..
*فهو درج على أن يرفع صوت (الميكروفون) إلى أقصى حد ممكن..
*علماً بأن الذين هم داخل المسجد يسمعون (بالراحة) صوت المتحدث..
*وأعني الذين يبقون منهم عقب صلاتي العشاء والفجر..
*فهم لا يحتاجون إلى مكبر صوت أصلاً ولو في حده الأدنى..
*فيبقى الهدف المراد- إذاً- هو أن يصل الصوت إلى سكان الحي أجمعين..
*ولكن بالحي عدة مساجد أخرى تنحو المنحى ذاته أحياناً..
*فتكون النتيجة أن يُصاب الناس بالصمم من شدة تداخل الأصوات الصاخبة..
*ولك أن تتخيل حال من لا يطيقون الضجيج منهم حينها..
*حال الرضع والمرضى والمسنين والمستذكرين دروسهم من الطلاب..
*وكتبت عن هذه الظاهرة من قبل مرتين..
*مرة قبل أن تعضد موقفي فتوى من وزارة الشؤون الدينية السعودية..
*ومرة من بعد صدور هذه الفتوى بـ(قلب قوي)..
*وقالت الفتوى الذي قلته تماماً عن التداخل والإزعاج ومظنة الرياء..
*مع ملاحظة أن هذه الجماعة هي الأقرب إلى المملكة..
*المهم أن الشيخ تحدث عن مراودة امرأة العزيز ليوسف عليه السلام..
*ونفى عنه رغبة أن يكون قد هم بها كما همت هي..
*وفي ذلك مخالفة (جريئة) لما جاء في صريح نص آية لا تحتمل التأويل..
*ودلالة ذلك قوله تعالى (لولا أن رأى برهان ربه)..
*أي رأى ما يدل على اقتراب خطى سيده- ومن معه- من باب الغرفة..
*وبالفعل (ألفيا سيدها لدى الباب) حين (استبقا)..
*وتدخلت العناية الإلهية لتصرف عنه السوء والفحشاء وفقاً لقوله تعالى..
*بمعنى أنه لم يكن معصوماً بـ(الأصالة) لأنه بشر..
*وتأكيد ذلك استنجاده بربه (وإلا تصرف عني كيدهن أصبُ إليهن)..
*فهو كان متنازعاً بين تقواه ورغباته كرجل (سليم)..
*وأي تفسير خلاف ذلك يجرده من بشريته ويضعه في مصاف الملائكة..
*والأنبياء بشر يخطئون أحياناً ويستغفرون فيتوب الله عليهم..
*والحق عاتب بعضاً منهم على هنات اقترفوها..
*عاتب نوحاً وإبراهيم وذا النون وحتى نبينا عليه الصلاة والسلام..
*وهدم الشيخ فكرة رسالته- للشباب- من حيث لم يحتسب..
*وهدم فتوى السعودية بتجنب تسبيب الأذى للناس..
*وهدم (مراودتي لنفسي المذكورة أعلاه !!!).
صحيفة الصيحة