أخى العزيز انا اقدر لك مرة أخرى حرصك على الإبقاء على جذوة العلاقات السودانية المصرية متصلة .. لكنك لم ترد على تساؤلاتى والتى هي تساؤلات الشعب السودانى المشروعة . وما نقلته انا هذا هو نبض الشارع السودانى الذى لامسته واحسسته وليس رأيا شخصيا أو تحريضيا .. وسوف انقل إليك جزءا من تساؤلات المتابعين لمنشوراتك وهذه هي وجهات نظرهم وليست نظرى انا ، عشرات التعليقات الغاضبة ، يقولون لكم :
اخرجوا من حلايب وشلاتين
بطلوا تدخل فى شؤوننا الداخلية
بطلوا دعم للحركات السودانية ودولة الجنوب
وبطلوا استضافة المعارضة والمعارضين على ترابكم .
أوقفوا الشتائم والسباب والاستخفاف والاستهتار والسخرية والاستهزاء بالشعب السودانى .
لا تصدروا لنا المنتجات المسرطنة من أسماك وفواكه وخضروات مروية بماء الصرف الصحى …
بطلوا تأليب وتحريض المجتمع الدولى علينا …
بطلوا ترسلوا لنا رجال استخبارات وأمن وبلطجة …
وتعالوا بعد ذلك نجلس لنتفاهم على ما فيه مصلحة البلدين والشعبين ، مصر ام الدنيا والسودان أبو الدنيا ، لا تعالى ولا قطرسة ولا استجداء …
سالنى جارى المصرى قبل أيام ماهو سبب الحملة الإعلامية على مصر عندكم ؟ وعندما اجبته بالتفصيل الممل .. قال لي هي مش كانت مصر والسودان حته واحدة ؟ قلت له : لا ،،،
كانتا مستعمرتين فى ذلك الوقت حتة واحدة …. سالنى عن سكان حلايب هل هم سودانيين أم مصريين .. وعندما قلت له سودانيين .. قال لى : لكن هم عايزين انضموا لمصر ……..
الشعب المصرى حقيقة شعب مغيب كان الله فى عونه مغيب تماما …
والرسالة المهمة والملحة التى يجب ان تعوها جيدا اخى يوسف : نحن فى السودان محبطون من تصرفات حكومتكم واعلامكم .. والشعب السودانى شعب طيب شعب عريق شعب عظيم، مضياف شعب يتعاطى السياسة مثل الماء والهواء ، الطباخ والفلاح والغفير يفهم فيها ما قد يفوت على وزير فى بعض البلدان . الشعب السودانى شعب وحدوى قومى ثائر عاطفى .. كنا ننظر لمصر كدرع وحصن لنا ، كنا نظن ونتوهم أن لا أحدا سيتجاسر علينا لأن لنا أخوة فى الشمال لن يتركوننا وحدنا نواجه الأعداء .. ولن نخوض معركة وحدنا ومصر المؤمنة معنا ، سوف يأتينا السلاح والعتاد والخبراء من الشقيق المصرى والذى هو عمقنا الاستراتيجى وحصننا المنيع ، ولكن ما حدث كان العكس تماما وتوالت الأحداث عاصفة وانكشف القناع وظهرت الحقائق والسوءات .
وفى الختام : الخص الإجابة على مقالك بالآتي :
مصر هتفضل مسخرة لمسخرة ومن جنان لجنان .. هتفضل كل يوم فى سفر السقوط .. سفر النهايات وكل ما يعدلوها من حتة هتضرب فى حتة تانية .. لأنها بتموت .. بتمووووت …
محمود حجازى كاتب مصرى .
وأنا قطعا لا أتمنى ذلك يا اخى يوسف .. ولكن أتمنى أن تصحوا من سباتكم العميق وأن تنظروا إلينا نظرة توقير واحترام لا استعلاء واستغلال وان تبادلوننا ذات الإحساس ، وأن لا تفكروا فقط فى مصالحكم القطرية الضيقة ، وخير لكم أن تعرفوا ما وصل إليه الحنق فى نفوس السودانيين بدلا من التعمية والانكار .
نحن لسنا ضد علاقات الجوار الرشيدة ولكننا ضد التآمر والابتزاز والاستغلال .
ودمتم بخير .
بقلم
أحمد بطران
