الوزير السوداني والقمامة المصرية..!

* شاهدت بالصدفة برنامجاً بقناة (سودانية) أطرافه السفير صلاح محمد الحسن وزير التجارة الخارجية السوداني والأمين العام لجمعية حماية المستهلك د. ياسر ميرغني؛ بالإضافة لمقدم البرنامج الطاهر حسن التوم.. كان الحوار يدور حول المنتجات المصرية الفاسدة التي تدخل السودان.. موضوع الحلقة التي شاهدتها جاء على خلفية خطاب من وزير الصناعة إلى وزير التجارة يطلب إضافة سلع (الصلصة والكاتشب والمربى) لقائمة المنتجات المصرية الممنوع استيرادها.. وزير التجارة بدأ متمنعاً على هذا الطلب ومحتجاً بطريقة مغلفة على ظهور الخطاب (من أساسه) مبرراً أن حظر هذه المنتجات يجب أن يخضع لجانب فني وعلمي؛ أي أن الفصل فيه لهيئة المواصفات..! ينحو كلام الوزير إلى عدم الرضا عن الحظر للسلع المذكورة؛ إلى أن تقول المعامل كلمتها؛ ولا اعتبار لبلاويها طوال زمن الفحص.. وهو منطق ليس معوجاً فحسب بل فيه احتقار للمواطن السوداني.. كان على الوزير الإنحياز للحظر دون تلفت لمجرد الشبهة؛ بدل التفكير الأشتر؛ بانتظار المجهول..!
* لست هنا للتعليق على الخطاب المذكور وما جرى لاحقاً بخصوصه سلباً أو إيجاباً.. لكن لغة الوزير المستفزة لا يمكن تجاوزها، وأزعم أن كل من شاهد الحلقة شعر بالخزي بعد إجاباته حول حظر المنتجات المصرية؛ ومراعاته للمشاعر (الأخوية) بين البلدين كما تنبئ تلك الإجابات الراجفة..! ولولا اللسان لقلنا أنه (قنصل مصري) وليس وزير سوداني..!!
* حرصي على متابعة الحلقة كان لمعرفة كيف يفكر وزير التجارة.. أما الدكتور ياسر ميرغني فمعروف بمواقفه لمصلحة الإنسان السوداني؛ والدفاع على صحته وحقوقه؛ ولم يخيب الظن حين نطق بلا مواربة محذراً من المنتجات المصرية (الطازجة ــ المصنعة) المروية بمياه الصرف الصحي.. داعياً لشراء المنتجات الوطنية.. وركّز في جانب من تحذيره على الطماطم المصرية (أبو فار) كما سماها؛ نظراً لاختلاطها بالفئرات وغيرها أثناء التصنيع..!
* د. ياسر ختم حديثه بالتنبيه لقانون قومي لحماية المستهلك ظل حبيساً في البرلمان لدورتين غير مجاز..! مما يعني أن البرلمان لا يأبه بالمواطن ولا بصحته (هذا مفرغ منه).. البرلمان تهمه القوانين المكرسة للكبت والقهر لتبقى حصانات النظام الحاكم في الحفظ والصون..!!
* المهم.. صوت وزير التجارة ــ عبر الهاتف ــ طوال البرنامج التلفزيوني ليس فيه جملة واحدة تدعو لاحترامه.. وهنالك ملاحظة شكلية لا تنفصم عن الشخصية الضعيفة في استعماله الشاذ لكلمة (يعني!) بين كل ثلاثة أو أربعة كلمات..! يجرجر الكلام بأسلوب يخبرنا عن غِيرته على العلاقات بين مصر والسودان أكثر من غيرته على المواطن السوداني الذي يتأذى من الخضر والفواكه المصرية..! كما تدل لغة الوزير المنكسرة وهي تنأي عن الحمية الوطنية أن هذه (النوعية) من المسؤولين هي التي جعلت مصر ــ إعلاماً ومؤسسات ــ تتطاول علينا؛ وتريد أن تحشر منتجاتها في بطوننا دون اعتراض.. ولا تود سماع احتجاجاتنا على قمامتها..!
خروج:
* احتلال حلايب السودانية من مصر؛ والمنتجات الفاسدة؛ موضوعان ليس من اللائق التحدث عنهما بصوت منخفض أو مرتعش..!
* من يتابع القنوات المصرية وتقاريرها عن الأغذية الملوثة ولحوم الحمير والخيل والكلاب؛ لا يأخذه أدنى شك بأن ما يأتي من مصر حقيق بالشبهات والحذر..!
أعوذ بالله

أصوات شاهقة – عثمان شبونة
صحيفة الجريدة

Exit mobile version