أم الدنيا!!

*كتبنا كثيراً عن كل الذي (يعجبنا) هذه الأيام..

*عن حضارتنا، وآثارنا، وتاريخنا، وأهراماتنا، وفراعيننا..

*ولكنه لم يكن (يعجب) الذين هم به الآن معجبون..

*بل كانوا يتهموننا بالتعنصر النوبي على حساب انتمائنا العروبي..

*ما كان (يعجبهم) أي شيء لا صلة له بتاريخ العرب..

*وأهملنا – انطلاقاً من هذه النظرة- تاريخنا (الأصيل) من أجل آخر (بديل)..

*حتى مناهجنا الدراسية اهتمت- فقط- بتاريخنا العربي..

*حفظنا المعلقات، والمعتصميات، والمقفعات، والأصفهانيات عن ظهر قلب..

*وخلت (قلوبنا) من أي ذكر لبعنخي وتهارقا وشبكا..

*والآن- وفي غفلة من الزمان والمكان والوجدان- تبدل حالنا مئة وثمانين درجة..

*تذكرنا – فجأة- أننا أصحاب تاريخ وحضارة وأهرامات..

*تنبهنا – بين عشية وضحاها – إلى أن بلادنا هي الأحق بلقب (أم الدنيا)..

*وما ذاك إلا لأن الشيخة موزة قالت ذلك..

*ولأنها حرصت على زيارة أهرامات البجراوية (المهملة)..

*ولأنها اهتمت بتاريخنا وآثارنا وحضارتنا وفراعيننا و(مقومات سياحتنا)..

*فاهتمت لاهتمامها هذا كل وسائل إعلامنا..

*واهتمت باهتمامنا لاهتمامها هذا كل وسائل إعلام مصر..

*وطفق بعضها يشتم، ويسخر، ويغضب، و(يردح)، و(يفرش الملاية)..

*فقطر اختارت- في نظرها- ساحة للحرب ضدها (تُوجع)..

*ساحة الآثار والحضارة والتاريخ والأهرامات التي تود مصر احتكارها..

*ففضلاً عن قيمتها في ذاتها فهي ذات قيمة (سياحية)..

*ومصر كانت مستفيدة – لحقب طويلة – من (عدم استفادتنا) من آثارنا هذه..

*فقد شغلتنا (هواجسنا) العروبية عن (أصل هويتنا)..

*وشغلتنا عن حقيقة أننا (أصل الحضارة) و(مهد الأهرامات) و(أس الفراعين)..

*وشغلتنا عن التباهي بما يفتقر إليه الآخرون..

*وذلك عوضاً عن محاولة بيع بضاعة (عروبتنا المزجاة) في (سوق العروبيين)..

*وعلى عكسنا تماماً أخذت مصر تسوِّق حضارتها بذكاء..

*فحيثما تلفت تجد شعاراً أو رسماً أو رمزاً أو اسماً أو نقشاً فرعونياً..

*وازدهرت فيها السياحة بفضل هذا (الاهتمام)..

*بينما نحن لم نهتم إلا حين (اهتمت) الشيخة موزة وكادت تعاتبنا على (غفلتنا)..

*وتشجيعاً منها لنا أعلنت رعايتها لآثارنا السياحية..

*وربما ضحكت في سرها حين علمت أننا نوكل أمر آثارنا هذه لوزراء (سلفيين)..

*فهي من وزارات (الترضية) مثل الثروة الحيوانية..

*رغم إن هذين المجالين هما الأشد جذباً للعملة الصعبة إن اهتممنا بهما..

*والأهم من ذلكم؛ أن نهتم بحقيقة (أصولنا الحضارية)..

*وشكراً الأميرة موزة أن خبطتِ على (أم) رؤوس الغافلين منا..

*ليعلموا أن بلادهم هي (أم الدنيا !!!).

صحيفة الصيحة

Exit mobile version