*كتبنا كثيراً عن كل الذي (يعجبنا) هذه الأيام..
*عن حضارتنا، وآثارنا، وتاريخنا، وأهراماتنا، وفراعيننا..
*ولكنه لم يكن (يعجب) الذين هم به الآن معجبون..
*بل كانوا يتهموننا بالتعنصر النوبي على حساب انتمائنا العروبي..
*ما كان (يعجبهم) أي شيء لا صلة له بتاريخ العرب..
*وأهملنا – انطلاقاً من هذه النظرة- تاريخنا (الأصيل) من أجل آخر (بديل)..
*حتى مناهجنا الدراسية اهتمت- فقط- بتاريخنا العربي..
*حفظنا المعلقات، والمعتصميات، والمقفعات، والأصفهانيات عن ظهر قلب..
*وخلت (قلوبنا) من أي ذكر لبعنخي وتهارقا وشبكا..
*والآن- وفي غفلة من الزمان والمكان والوجدان- تبدل حالنا مئة وثمانين درجة..
*تذكرنا – فجأة- أننا أصحاب تاريخ وحضارة وأهرامات..
*تنبهنا – بين عشية وضحاها – إلى أن بلادنا هي الأحق بلقب (أم الدنيا)..
*وما ذاك إلا لأن الشيخة موزة قالت ذلك..
*ولأنها حرصت على زيارة أهرامات البجراوية (المهملة)..
*ولأنها اهتمت بتاريخنا وآثارنا وحضارتنا وفراعيننا و(مقومات سياحتنا)..
*فاهتمت لاهتمامها هذا كل وسائل إعلامنا..
*واهتمت باهتمامنا لاهتمامها هذا كل وسائل إعلام مصر..
*وطفق بعضها يشتم، ويسخر، ويغضب، و(يردح)، و(يفرش الملاية)..
*فقطر اختارت- في نظرها- ساحة للحرب ضدها (تُوجع)..
*ساحة الآثار والحضارة والتاريخ والأهرامات التي تود مصر احتكارها..
*ففضلاً عن قيمتها في ذاتها فهي ذات قيمة (سياحية)..
*ومصر كانت مستفيدة – لحقب طويلة – من (عدم استفادتنا) من آثارنا هذه..
*فقد شغلتنا (هواجسنا) العروبية عن (أصل هويتنا)..
*وشغلتنا عن حقيقة أننا (أصل الحضارة) و(مهد الأهرامات) و(أس الفراعين)..
*وشغلتنا عن التباهي بما يفتقر إليه الآخرون..
*وذلك عوضاً عن محاولة بيع بضاعة (عروبتنا المزجاة) في (سوق العروبيين)..
*وعلى عكسنا تماماً أخذت مصر تسوِّق حضارتها بذكاء..
*فحيثما تلفت تجد شعاراً أو رسماً أو رمزاً أو اسماً أو نقشاً فرعونياً..
*وازدهرت فيها السياحة بفضل هذا (الاهتمام)..
*بينما نحن لم نهتم إلا حين (اهتمت) الشيخة موزة وكادت تعاتبنا على (غفلتنا)..
*وتشجيعاً منها لنا أعلنت رعايتها لآثارنا السياحية..
*وربما ضحكت في سرها حين علمت أننا نوكل أمر آثارنا هذه لوزراء (سلفيين)..
*فهي من وزارات (الترضية) مثل الثروة الحيوانية..
*رغم إن هذين المجالين هما الأشد جذباً للعملة الصعبة إن اهتممنا بهما..
*والأهم من ذلكم؛ أن نهتم بحقيقة (أصولنا الحضارية)..
*وشكراً الأميرة موزة أن خبطتِ على (أم) رؤوس الغافلين منا..
*ليعلموا أن بلادهم هي (أم الدنيا !!!).
صحيفة الصيحة

