برلماني يقيم الليل ويدعو أن ينتقم الله مني ويكسر قلمي

كيف نقيم الليل؟!
لو سألتك عزيزي القارئ ما الذي تعتقد أن يفعله أحد النواب في المجلس التشريعي لولاية الخرطوم حين يقيم ثلث الليل الأخير؟!
هل تعتقد أنّه يطلب أن يرفع الله الكرب والبلاء والمحن عن هذا الوطن الجريح؟ أم تعتقد أنه يطلب أن يُوسِّع الله على عباده ويفتح لنا من أبواب الرزق والعمل الصالح ويرزقنا من الثمرات؟ أم تعتقد أنّه يطلب أن يبعد الله عن البلاد المُتآمرين الذين يُخطِّطون للإفساد والدفع بالبلاد إلى مهاوي الردى والحروب والاقتتال؟ أم كل ما ذُكر صحيح؟!

لو قلت لك إنّ كل ما سبق ليس صحيحاً.. وإنّ العضو بالمجلس التشريعي لولاية الخرطوم (عبد الله الريح) قد أرسل لي رسالتين عبر “الواتساب” يُهدِّدني فيها بأنّه سيُقيم ليلتي الخميس والجمعة والثلث الأخير من الليل فيهما، لا لشئ سوى للدعاء عليّ بأن ينتقم الله مني ويكسر قلمي وذلك بسبب مقالي الذي نُشر بهذه الصحيفة يوم الخميس بعنوان: “يَاهَا فلاحتكم”!!

ذلك المقال الذي استنكرت فيه على العضو عبد الله الريح انشغاله باللافتات الإعلانية لصور نساء عاريات، في الوقت الذي نطلب فيه أن تُسخّر جلسات المجلس ومُداولاته لشؤون المُواطنين واحتياجاتهم من المياه والطرق والخدمات الضرورية .

الغريب في الأمر أنّ العضو ابتدر نقاشه بالاتصال بي هاتفياً لأكثر من مرتين، وعندما لم أرد على هاتفه لعدم معرفتي بالرقم أرسل رسالة sms “إني عبد الله الريح”.. فبادرت بالاتصال به.. استمع لي واستمعت لوجهة نظره وكان حديثه لطيفاً وبرُوح طَيبة، وطلب مني تسجيل زيارة لمكتبهم لرؤية ما يثيره في المجلس من قضايا لصالح المُواطن، ثُمّ طلب أن يُعاود الاتصال بي لاحقاً لإكمال توضيح وجهة نظره، وبما أنّي كنت مُنشغلة قليلاً ولم أرد على الهاتف، فقد أرسل الرجل رسالة يرغي ويزبد فيها ويقول إنه يعرف عني الكثير وسينشره، فرددت عليه برسالة إنّي أنا فلانة بنت فلان ابن فلان، وطلبت منه أن يسأل عني جيداً، وأنه ليس لديّ ما أخجل منه أو أخفيه وأطلب منه إن كانت لديه أية معلومات عني أن ينشرها فوراً.. فعاد الرجل وتراجع عن حديثه وقال إنّه لا يعرف عني إلاّ كل خير.

وحين انتصف الليل أرسل تلك الرسائل التي يتحدث فيها عن إقامته الثلث الأخير من الليل فقط ليدعو الله أن يكسر قلمي .
تأمل أيُّها المُواطن أيِّ نوعٍ من النُّوّاب يمثلونا.. نائب يُقيم الليل ليدعو على صحفية..!!
خارج السور :
رسائلك بطرفي إن رغبت في نشرها مع هذا المقال فلا ضير .

سهير عبدالرحيم
التيار

Exit mobile version