أحب قريبتي.. فكيف أصارحها بمشاعري؟

السؤال
أنا شاب عمري الآن 18 عامًا، كنت في المدرسة مع زملائي أسمع عن قصص الحب التي يرويها لي زملائي، وكنت أستمتع كثيرًا بها، ولكني لم أحاول يومًا الدخول في علاقة، رغم إلحاح أصدقائي بأن أدخل في علاقة مع فتيات، وكن يرسلن إلي رسائل عشق، لكني ما اقتنعت بفكرة الحب والعشق، ولكن لم أعرف أنه في يوم سأصبح مجنونًا بعشق فتاة، تلك الفتاة كانت قريبتي، ولم تكن تسكن معنا في قريتنا بل في مدينة أخرى، ورغم أني لم أر أجمل منها، ولكني لم أحبها لجمالها فقط، بل لأنها فتاة مهذبة ومحافظة، وهي الآن عمرها 15 عامًا، لقد أحببتها جدًا، ولكن لم أخبر أحدًا بذلك، وأحترق غيرة عندما تحكي عن جارهم الذي يدرس بكلية الطب، ولم أستطع البوح لها بمشاعري تجاهها؛ لأني خشيت أن أفقد احترامها؛ إذ أن ذلك يمكن أن يكون خروجًا عن الأدب بالنسبة لها، وأنا أقدر ذلك، ولكن كيف أستطع التلميح لها؟

أحيانًا تأتيني أفكار مجنونة جدًا مثلاً: أنا الآن طالب علمي سأمتحن الشهادة الثانوية، وأملي أن أدخل كلية الهندسة، ولكن تأثر مستواي قليلاً؛ لأني أعمل فترات الجمعة والسبت أعمالاً شاقة؛ لكي أجمع مبلغًا يساعدني على تكوين نفسي؛ لأستطيع أن أتقدم لها بعد سنتين أو ثلاث، مع العلم أنني أعمل فترة الإجازة الصيفية كلها منذ عامين، ولكن حتى مع هذه الفكرة لم أكن مرتاحًا نفسيًا؛ خوفًا من أن يتقدم لها جارهم خريج كلية الطب.

عمومًا: هي ستحضر في الأيام القادمة، وأنا الآن مرتبك، وأريد أن أبوح لها بمشاعري تجاهها، أرجو أن تدلوني ماذا أعمل؟ مع العلم أن امتحاناتي بعد تسعة أيام فقط، وأنا متوتر جدًا.

وشكرًا.

الجواب

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، شكراً على تكرّمكم بطلب الاستشارة من موقعكم وثقتكم بنا، آملين في تواصلكم الدائم مع الموقع، وبعد:

فإننا ندعوك إلى المحافظة على ما عندك من أدب وما عند الفتاة من حياء، ولا تستعجل في البوح عن ما في نفسك، والإنسان يملك سره فإذا أذاعه أصبح ملكًا لغيره، ونسأل الله أن يقدر لك الخير ثم يرضيك به، وأن يلهمك السداد والرشاد والطاعة لرب العباد.

كم تمنينا لو أنك لم تستمع لأحاديث الشباب، ولم تستمتع بها؛ لأن من يستمع لتلك الأحاديث يجلب لنفسه الأتعاب، ويفقد النفس خشوعها وتركيزها، ويجعل الشاب يتعلق بأمور يصعب عليه الوصول إليها، والعافية لا يعدلها شيء، فاستعن بالله وتوكل عليه، واسأله التوفيق والسداد.

وإذا أردت أن يصل ما في نفسك إلى الفتاة؛ فالصواب أن يكون ذلك عن طريق والدتك أو أختك أو عمتك؛ والنساء أعرف بطريقة التعامل مع تلك المواقف. ولو قيل للفتاة إن فلانًا يثني على أدبك أو يتحدث عنك؛ فإن الفتيات يفهمن ذلك، وكون الفتاة قريبة منك؛ مما يسهل المهمة على من ستتحدث بلسانك، ويمكن لمن تتحدث بذلك أن تنقل الفكرة بطريقة ذكية ولبقة، كما فعلت السيدة نفيسة عندما عرضت خديجة على النبي -صلى الله عليه وسلم-، وهنا يمكن أن تقول للفتاة: أنا معجبة بك، وعندما تكبرين أحب أن تتزوجي من فلان فهو كذا وكذا. وهنا يرتفع الحرج عنك وعن الفتاة؛ لأنها سوف تشعر أن الموضوع اقتراح من المتحدثة.

ونتمنى أن تتوقف عن التواصل مع الفتاة، وندعوك للانصراف لدراستك، والعمل على إعداد نفسك، ونعتقد أن الوقت أمامكم طويل، وأن النجاح في دراستك من أهم ما يساعدك على الوصول إلى ما تريد، ونكرر دعوتنا لك بضرورة التركيز على دراستك، فأنت في أيام الحصاد، واحرص على أن تكون خطواتك وتصرفاتك موافقة لقواعد الشرع الحنيف، واسلك السبل الشرعية في الوصول إلى الفتاة، واعلم بأن الأمر لا يتم إلا إذا كانت تبادلك نفس المشاعر، فأحيانًا يكون الميل من جهة واحدة، وليس في هذا نقص لأي طرف، ولكن لأن الأرواح جنود مجندة ما تعارف منها ائتلف وما تناكر منها اختلف.

وهذه وصيتنا لك بتقوى الله، ثم بكثرة اللجوء إليه، ونسأل الله أن يقدر لك ما فيه الخير، وأن يوفقك لما يحبه ويرضاه.

د. أحمد الفرجابي
شبكة المشكاة

Exit mobile version