إنّهم يُظْلِمون بيوت الله

يقول سبحانه وتعالى في محكم تنزيله: (إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللَّهِ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ…)، فالله عز وجل يطلب منا أن نعمِّر وننير بيوته، ولكن تأبى حكومة سنار إلاّ أن تسدل عليها أستار الظلام، فتشرِّد المُصلين وقارئي القرآن الكريم.. لتصبح بيوت الله موحشة مظلمة خراباً ويباباً.

هذا بعينه ما حدث في مدينة سنار، حين قامت الهيئة القومية للكهرباء بمُطالبة المساجد بدفع مبالغ مالية نظير خدمة الكهرباء، مُوضِّحةً أنّ تلك المبالغ عبارة عن مُتأخِّرات قديمة وَجَبَ تَحصيلها حسب قولهم وإلاّ إظلام المساجد.. مسجد السكة الحديد بسنار التقاطع كَانَ من ضمن تلك المساجد، حيث بلغت المُتأخِّرات لدى الهيئة القومية للكهرباء أربعة عشر مليوناً.

الجديد في الأمر أنّ إدارة الكهرباء رفضت السماح مُجدّداً للمسجد بشراء الكهرباء ما لم يتم دفع مبلغ 2200 جنيه نقداً على أن يتم تقسيط باقي المبلغ على عشرة أشهر.

الآن مسجد سنار تلك المدينة العتيقة منارة الإسلام ومهد الروحانيات وبوابة التصوف وحلقات الذكر ونيران الخلاوي وألواح القرآن، تلك المدينة ومساجدها تغرق في ظلامٍ دامسٍ، ومسجد السكة الحديد جميع الصلوات فيه تُقام خارج غرفة المسجد.

ليس ذلك فحسب، بل أنّ مسجد السوق بالمدينة قُطع عنه التَّيَّار الكهربائي ولم يعد إلاّ بعد قيام المواطنين بجمع المال وإعادة الكهرباء مَرّةً أُخرى..!

المُضحك المبكي في الأمر أنّ يوم أمس شهدت مباني وزارة الإعلام التدشين الإعلامي لمشروع سنار عاصمة الثقافة الإسلامية، وشهد التدشين عَدَدٌ من الوزراء والمسؤولين.

فيا هؤلاء أيّة عاصمة للثقافة الإسلامية تتحدّثون عنها، وأيِّ تدشين إعلامي والمدينة يطبق الظلام على مساجدها وتكاد أن تبنى العنكبوت بيوتها على بواباتها..!!

خارج السور:

عيب كبير يا حكومة سنار أن تُنار دواوين الحكومة لديكم وتُظْلَم بيوت الله..!

سهير عبدالرحيم
التيار

Exit mobile version