رأس الذئب!!

*قبل أشهر كتبت عن صوت غريب بـ(الخندق)..

*صوت يأتي من جهة خلاء البلدة الحجرية وينتهي عند النهر..

*وتحدثت عن محاولات لاكتشاف (سر الصوت) المخيف بعد منتصف الليل..

*ثم أشرت إلى أن كل المحاولات باءت بالفشل..

*واكتفى الناس باجتهادات شخصية إلى أن تناسوا أمر الصوت مع مرور الزمن..

*وذهبت اجتهادات البعض إلى أنه لحيوان مفترس..

*وذهبت اجتهادات أخرى إلى أنه يخص الذين (نستعيذ بالله منهم)..

*وذهبت اجتهادات ثالثة إلى أنه بفعل رياح؛ لا أكثر..

*ومنذ أيام تروج إحدى الفضائيات لعمل درامي باسم (سر الصوت)..

*وتشاركها في هذا الترويج إذاعات أيضاً..

*والترويج الإذاعي هذا لا غبار عليه بما أنه (يُخفي) سر الصوت..

*ولكن هذا السر يظهر في خاتمة الإعلان التلفزيوني..

*يظهر في هيئة رأس ذئب يصدر عنه الصوت الذي يُفترض أن سره (غامض)..

*وهذا عَوار إخراجي أجهض عوامل التشويق تماماً..

*سواء كان التشويق هذا يخص مسلسلاً أو فيلماً أو مسرحية أو تمثيلية..

*فهو بات عملاً (مكشوفاً) مثل الأفلام الهندية..

*وأصلاً نحن نعاني مشكلة (إبداع) في أي عمل (إبداعي) هذه الأيام..

*فإعلاناتنا المرئية سمجة ومملة وسخيفة..

*وقد تؤدي إلى نتيجة عكسية خلاف التي يرجوها من ينفق (أمواله) فيها..

*وكمثال؛ إعلان (شامبيون) مع اللحية (المقززة)..

*وبرامجنا التلفزيونية محض تكرار للأفكار والكلام والضيوف والمغنين و(الإخراج)..

*وكمثال؛ برامج المساء- والسهرة- في كل شاشاتنا..

*ومسرحياتنا تتسول الماضي، وتقتات عليه، وتقتبس منه، وتهرب إليه..

*فكان من الطبيعي أن يهرب الناس منها..

*ويهرب ممثلوها إلى الإعلانات مع كل ضحالتها الإخراجية التي أشرنا إليها..

*وتنداح ظاهرة نقص (الإبداع الخلاَّق) في بلادنا..

*في الشعر الغنائي، الكتابات الصحافية، الخطب السياسية، والترويج الإعلاني..

*وأسوأ ترويج إعلاني هو الخاص بـ(سر الصوت)..

*وحتى إن لم يكن الذئب هو مصدره فظهور (رأسه) يُوحي بذلك..

*ويُعطي- من ثم – انطباعاً خاطئاً عن (سر الصوت)..

*اللهم إلا إن كان العمل الدرامي المرتقب يتحدث عن أصوات فساد (مالي وأخلاقي)..

*ورأس الذئب – في هذه الحالة – يرمز إلى ذئاب (بشرية)..

*ذئاب إما أنها (تنهش) جسد اقتصادنا المسكين، أو أجساد أطفالنا الأبرياء..

*ولكني أشك في أن تكون هذه (الذئاب) هي المعنية..

*وعموماً فإن الصوت الوحيد الذي يُرعبني ليس الصادر عن (رأس الذئب)..

*صوت أتمنى أن لا أرى مصدره، ولا أعرف (سره)..

*إنه صوت (مارشات الفجر!!!).

صلاح الدين عووضة
صحيفة الصيحة

Exit mobile version